أنهى مكتب الزمازمة الموحّد بالعاصمة المقدسة استعداداته لبدء العمل الفعلي بالخطة التشغيلية المعدة من وزارة الحج لموسم حج هذا العام 1434ه. ويعمل على تنفيذ خطة مكتب الزمازمة التشغيلية لحج هذا العام 1434ه ما يقرب من 1200 من الزمازمة والعاملين بالمكتب رجال ونساء مدعومين (130) سيارة لجميع الأغراض، خضعوا لبرامج تدريبية بهدف الارتقاء بمستواهم المهني، بما يدعم الجهود المبذولة في تقديم أفضل الخدمات، لاسيما مع إنشاء محطة تعبئة آلية ومجهزة بتقنيات جديدة، تضمن إحداث نقلةٍ نوعية في السقيا، إذا بات عمليات التعبئة والفلترة والتعقيم تنفذ بشكلٍ آلي وصحي. وبدأ العمل في الأول من ذو القعدة بمراكز التوجيه باستقبال ضيوف بيت الله الحرام وإهداءهم عبوات سعة 330 ملل لتر مبردة، كما شهد اليوم الأول انتشار الزمازمة بين (5000) من مساكن الحجاج لإيصال ماء زمزم لهم، ويزمع استمرار العمل بهذا البرنامج حتى 15 محرم، كما قام المكتب بزيارة مستشفيات العاصمة المقدسة لسقيا المرضى من الحجاج. ويقدم مكتب الزمازمة الموحد هذا العام مجموعة برامج جديدة مثل برنامج (سلسبيل ) المعني بأحياء تراث الأجداد والسقاية القديمة وبرنامج ( واصل ) للاستدلال على مساكن الحجاج والوصول لها بيسر وسهولة. ومع تواصل العمل يبرز دور اللجنة النسائية بمكتب الزمازمة الموحّد التي تعمل على التنسيق مع جميع اللجان النسائية ذات العلاقة بالحجاج، مثل مؤسسات أرباب الطوائف أو الجهات التي تستضيف الحجاج، لاستقطاب أكبر عدد من ضيفات الرحمن وإطلاعهن على أعمال المكتب وتطور عمل الزمازمة، إضافة إلى مهام عملهن الرئيسي من سقاية ضيفات بيت الله الحرام وزيارة الحاجات المنومات بالمستشفيات. وتختتم أعمال الحج لمكتب الزمازمة الموحّد بمركزي التفويج على طريق مكةجدة السريع ومكةالمدينة السريع، حيث يقدم فيه عبوة سعة 330ملل هدية للحج عند مغادرتهم للديار المقدسة بعد أداء الفريضة، لتكون زمزم أول المستقبلين وأخر المودعين . يذكر أن عمل الزمازمة عرف قديما داخل الحرم المكي الشريف، حيث كان يقوم الزمازمة بجلب ماء زمزم من البئر وتخزينه في الأزيار الفخارية الشبيهة بالخزانات، وكذلك في البراميل المصنوعة من الزنك. وكان لكل عائله من الزمازمة غرفة في أقبية الحرم تعرف آنذاك بالخلوة، كما كان لهم شيخ ينتخب من ضمن أفراد الطائفة عن طريق وزارة الحج والأوقاف في ذلك الحين، وهو المسؤول عن تنظيم عملهم والإشراف عليهم؛ وكان يقوم الزمزمي بتقديم ماء زمزم بعد تبخير الدوارق الفخارية ب (المستكة) ليكتسب ماء زمزم من الوعاء رائحة جميلة، ومن ثم يملأ هذه الدوارق من الأزيار ويقدمه للحجاج في أوعية نحاسية تستعمل للشرب عرفت بالطيس، من خلال مرورهم بين زوار الحرم وحول الحرم أيضا، وكان ذلك يمثل طابعا تراثيا مميزا اشتهر به الزمازمة. وكان لكل زمزمي منطقة معينة يجلس بها داخل الحرم، ويقوم فيها بتوزيع الدوارق على الحنابل الموجودة بالحصاوي المخصصة له، وكانت توسم الدوارق بنيشان يمكن الزمزمي من معرفة دوارقه، وكان النيشان عبارة عن علامة تكتب على كل دورق بواسطة (شمع العسل) مع (الرماد) فيشكل لون اسود يصعب مسحه من على الدورق. وكان الزمازمة يقدمون ماء زمزم للحجاج في منازلهم طيلة فترة إقامتهم بمكةالمكرمة بنفس الدوارق حيث كان لكل زمزمي تقرير يخصه يحدد جنسية الحجاج الذين يخدمهم ويكون مسئولاً عن إيصال ماء زمزم لهم. // انتهى // 15:29 ت م NNNN تغريد