أكد جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية ، رئيس لجنة القدس، أن حماية المدينة المقدسة من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، لن يتأتى بالشعارات الفارغة، أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة. وأبرز في خطاب ألقاه خلال ترؤسه افتتاح أعمال الدورة العشرين للجنة القدس ، اليوم بمدينة مراكش ، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للأستاذ إياد بن أمين مدني ، وسفير خادم الحرمين الشريفين بالمغرب الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر، وممثلي الدول الأعضاء في اللجنة، أبرز أن حماية القدس أمر عظيم وجسيم، يتطلب الثقة والمصداقية، والحضور الوازن في مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية. وقال الملك محمد السادس، إن الأمر يقتضي بلورة مقترحات جدية وعملية، والإقدام على مبادرات واقعية، مع ضمان وسائل تنفيذها، وآليات تمويلها "ذلك إن القضية الفلسطينية، بما فيها القدس الشريف، هي قضية الأمة الإسلامية جمعاء". وأضاف قائلاً: إنه لا سلام بدون تحديد الوضع النهائي للقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة ، وتحقيق السلام رهين بتنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، ولا سيما منها خارطة الطريق، التي اعتمدها الرباعي الدولي، وأقرها مجلس الأمن فضلا عن الآفاق التي تفتحها مبادرة السلام العربية. وأعرب عن الأمل في أن تكون المصالحة الفلسطينية بناءة وتضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة، على أرضه المحررة، وعاصمتها القدسالشرقية، تعيش في أمن وسلام ووئام مع إسرائيل" غير أن نجاح ذلك يبقى رهينة باعتماد مقاربة شاملة، تهم كل قضايا الحل النهائي، وفق مرجعيات واضحة، وفي أفق زمني محدد. ودعا ملك المغرب إلى تعزيز جو الثقة بين الأطراف المعنية، من خلال الامتناع عن كل الممارسات الاستفزازية التي من شأنها نسف هذا المسار، والتحلي بالواقعية وروح التوافق، الكفيل بنجاح المفاوضات، مضيفًا، في نفس السياق، أنه يتعين التحلي باليقظة، وتظافر الجهود، لقطع الطريق أمام جماعات التطرف والظلامية، التي تحاول استغلال القضية النبيلة للدفاع عن القدس، لنشر العنف والإرهاب بالمنطقة.