منذ فجر الإسلام وحلقات المسجد النبوي الشريف أشبه بجامعة إسلامية مفتوحة يُدرِس فيها العلماء ، ويدْرُس فيها الطلاب من كل أرجاء العالم الإسلامي ، وتدار حلقاتهم لسنوات طويلة، وتخرج طلابا ينشرون العلم والثقافة في أنحاء المعمورة . وتتجه أنظار أبناء الأمة الإسلامية نحو المدينةالمنورة التي تعيش هذه الأيام ولعام كامل على وقع عرس ثقافي إسلامي حافل بالمناشط المتنوعة ؛ بعد اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م ، اعترافاً بفضلها على مدن العالم في نشر العلم والخير والثقافة الإسلامية على مدى أربعة عشر قرناً لم تهدأ خلالها الحركة العلمية والثقافية . وعاشت المدينةالمنورة المعروفة باسم "يثرب" قبل الإسلام غارقةً في ظلمات الجاهلية، ولم يكن لمجتمعها ثقافة تُذكر، سوى جوانب محدودة في الشعر القائم في معظمه على الفخر بالأحساب والأنساب، بالحق والباطل ،كما لم يكن لأهل المدينة في الجاهلية علوم دينية أو دنيوية غير النَّزْر اليسير من بعض العلوم القائمة على التجربة والممارسة خاصة في الناحية الزراعية. وما أن أشرق فجرُ الإسلام، وشَّع نوره في الأُفق، حتى تطلّع أفرادٌ من أهل المدينة إلى ذلك النور الإلهي، ودخلوا في الإسلام حاملين على عواتقهم إدخال ذلك النور إلى مدينتهم، لمحو الجاهلية التي عانى منها مجتمعهم. وما هي إلا مدة يسيرة حتى أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مهاجراً، معلناً دخول هذه البلدة المباركة عصر الإيمان والعلم والثقافة. وكان وصول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى طيبة الطيبة بداية عهد من التأسيس والتمكين للإسلام خاصة، وللثقافة الإنسانية بعامة، ذلك أن الإسلام يحمل في رسالته إخراج البشر من الظلمات إلى النور، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم. وبدأت في المدينةالمنورة حركة علمية ثقافية محدودة الأفراد، قوية الأثر، مهّدت للهجرة النبوية المباركة، وأسست لامتداد علمي ثقافي انطلق مع تلك الهجرة، وتخطى المدينة ليشمل آفاق الأرض حين أسلم النفر القليل من أهل المدينة الذي بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة في بيعة العقبة الأولى والثانية . // يتبع // 13:27 ت م تغريد