يعد " الكهرمان " من الأحجار الكريمة العضوية التي تتميز بها صياغة المجوهرات في أوروبا والسبح الفاخرة في العالم التي يأتي من أهم أصنافها " البلطيقي " وخاصة المشتمل على الحشرات الذي يصل سعرها إلى حدود قياسية. ويحظى " الكهرمان " وخاصة اللبناني منه بقيمة علمية بالغة الأهمية إلى جانب قيمته التجارية والاقتصادية . وبين البروفسور اللبناني المتخصص في علم الكهرمان والحشرات داني عازار أن الكهرمان حجر عضوي تشكل من صموغ تفرزها جذوع الأشجار الصنوبرية في الغالب التي تحجرت تبعا للعوامل الطبيعية على مدى ملاين السنين لتتشكل بما يعرف بالكهرمان . وقال في لقاء أجرته مع وكالة الأنباء السعودية " إن الكهرمان يحتوي على سجل تاريخي ضخم ومحفوظ بشكل قل نظيره عن حال البيئة والغابات في العصور الغابرة " . وبين أن الكهرمان اللبناني ليس كنظيره البلطيقي المعروف والحديث العمر ( بين 20 و 50 مليون سنة ) والقابل للصياغة مثلا في صناعة السبح والمجوهرات ، مشيرا إلى أن اللبناني بسبب قدمه بين 135 و150 مليون سنة قاسٍ وقابل للتكسر فلا يصلح للصياغة مما يفقده القيمة الاقتصادية لكنه بالغ الأهمية علميا كونه نافذة لحقبات جيولوجية سحيقة . وأوضح أن الكهرمان اللبناني ينتشر على مساحة 10 % من إجمالي مساحة لبنان في 450 موقعا من العصر الطبشوري السفلي ( 135 مليون سنة) منها 22 موقعا تعطي كهرمانا يحتوي على أحفوريات بيولوجية من حشرات و عناكب جديدة للعلم و منقرضة ، مبينا أنه تم اكتشاف 21 موقعا هي من الأقدم في العالم وتعود الى العصر الجيولوجي الجوراسي الذي يقدر عمرها بنحو 150 مليون سنة // يتبع //