يغتنم الزوار والمعتمرون القادمون إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة وقضاء ليالي شهر رمضان المبارك في الرحاب الطاهرة الفرصة لشراء الهدايا المعبرة عن هذه المناسبة؛ تخليدا لذكراها لدى أقربائهم أو أصدقائهم عند وصولهم إلى بلدانهم. ومن الهدايا الشائعة لدى الباعة في أسواق العاصمة المقدسة التي يقبل على شرائها ضيوف الرحمن بشكل دائم ومستمر السبح بكافة أشكالها وأحجامها وأنواعها؛ حيث تعتبر من أهم مظاهر الشهر الكريم التي يحرص كثير من: سكان مكةالمكرمة والزوار والمعتمرين، على اقتنائها سواء لاستخدامها أو لجلبها كهدايا لذويهم من البلاد الطاهرة. وأوضح شيخ طائفة السبحية في مكةالمكرمة فايز الزهراني أن: «زوار بيت الله الحرام يقدمون على شراء السبح في مثل هذه الأيام بشكل مكثف وكميات كبيرة خاصة الأنواع الشعبية رخيصة الثمن»، مشيرا إلى أن: «صناعة السبح في مكةالمكرمة قديمة جدا، حيث كان كل حي من الأحياء يشتهر بصناعة نوع أو فن معين من السبح، فقد كان حي السفلة يشتهر بتصنيع سبح اليسر، ويشتهر حي السليمانية بتصنيع سبح الزيتون والعظم والكهرمان، إضافة إلى صناعة السبح البلاستيكية». وأضاف الزهراني:«هذه المصانع انقرضت أو اختفت من مكةالمكرمة وحل بديلا عنها الصناعات الخارجية من مصر وتركيا وإيران وتايوان والفلبين والصين والتشيك والسلوفاك وألمانيا». واستعرض شيخ طائفة السبحية في مكةالمكرمة أنواع وأشكال السبح وقيمتها النقدية، لافتا إلى أن الأسعار تبدأ من ريال واحد وتنتهي إلى 30 ألف ريال لأغلى سبحة: «خامات صناعة السبح تشمل الصندل والعقيق والياقوت والزفير والزمرد، حتى البلاستيك والزجاج»، محددا فترات المواسم في بيع السبح موضحا أنها: « تشمل موسم شهر رمضان المبارك الذي يكثر فيه بيع السبح الثمينة، وعلى العكس من ذلك موسم الحج حيث يزداد بيع السبح الشعبية والرخيصة بكميات كبيرة جدا». وعن أجود أنواع السبح بيّن شيخ الطائفة أن: «أنواعها كثيرة ومتعددة، فالسبح الشعبية مثل اليسر كانت تصنع في مكةالمكرمة، أما الآن فهي تصنع في مصر ومادتها الخام من إندونيسيا، وهناك الكهرمان والعاج والكوك»، مضيفا أن: «سبح الكهرمان تصنع في ألمانيا، والعاج في مصر وتركيا، حيث تجلب مادتها من إفريقيا، أما الكوك فهو عبارة عن خشب شجر اللوز الموجود في تركيا، والسبح التي تصنع منه قديمة جدا ومنقرضة ويندر وجودها». وأشار الزهراني إلى أن هناك أنواعا تعتبر حديثة في سوق السبح يقبل عليها العديد من: المواطنين وبعض الزوار والمعتمرين والحجاج الأثرياء، مثل السبح المصنوعة بروائح العود والعنبر والورد والياسمين والصندل والفل والنعناع، وهي تحتفظ بروائحها مددا طويلة جدا وأسعارها معتدلة»، مضيفا: «هناك المسبحة المصنوعة من خشب الكوك وهو نوع من جوز الهند الذي يزيد عدد أنواعه على ال 1500 نوع، ويزرع في دول أمريكا الجنوبية، وكانت في السابق وتحديدا قبل عشرة أعوام تباع بأسعار خرافية تتراوح بين 1.000 و5.000 ريال بسبب ندرة الإنتاج، أما الآن ومع تطور العلم والصناعة فقد أصبحوا يضاعفون من إنتاجه الذي أسهم بدوره في خفض قيمة السبحة المصنوعة من هذا النوع والتي تتراوح أسعارها الآن من الإنتاج الجديد بين 50 إلى 500 ريال، أما سبحة العاج فتتراوح أثمانها بين 500 و1.000، واليسر «نوع من أنواع المرجان الأسود ذي التركيبة الخشبية» التي تصنع في مكة ما تزال أسعارها تتراوح بين 500 و2.000، واللازورد: «حجر لونه وردي» تتراوح بين 50 و 150 ريالا ويرتفع سعرها كلما طعمت بالذهب والألماس، وخشب الأبنوس يتراوح سعره أيضا بين 50 الى250 ريالا، وأيضا مسبحة الزيتون التي تأتي أسعارها في متناول الأيدي من 100 حتى 300 ريال، وأخيرا المصنوعة من الكهرمان: «صمغ شجري من الصنوبر» والتي يحسب سعرها بالجرام فالجرام الواحد منها يبدأ ب15 ريالا وينتهي ب 100 ريال، ويرتفع سعر الكهرمان أيضا عندما توجد الحشرات به ويطلق عليه اسم الكهرمان المحشر وذلك كون بعض الحشرات لها مئات السنين داخل هذا الصمغ، إضافة إلى الشكل الجمالي الذي ينتج عن وجود مثل تلك الحشرات بداخل حبات السبحة». وأضاف الزهراني أنه: « يستحوذ موسم العمرة على ما نسبته 35 % من حجم مبيعات السبح سنويا، فيما تذهب نسبة 50 % لموسم الحج وتبقى نسبة 15 % تشكل نسبة فروق مبيعات المحال خلال العام بأكمله»، لافتا إلى أن حجم مبيعات السبح خلال عام بلغت 100 مليون ريال.