أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم // ربنا الله عز شأنه خلق فسوى وقدر فهدى ، خلق كل شيء فقدره تقديرا هذا حق الله هذا تقديره و تدبيره في انتظام واتزان . قال سبحانه / والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين / وفي مقابل ذلك فإن الله جل جلاله خلق الإنسان وسواه وعدله وخلقه في أحسن تقويم ومن وراء ذلك دين الله وشرعه الحافظ للمكرمات والعاصم من الدنايا والدال على كل مسلك متزن وتعاليم هذا الدين ووصاياه تمتزج بطوايا النفوس وتهذب طبائع البشر حتى تضبط اتجاهاتها وتوجه مساراتها وتحفظ توازنها وتحكم مسيرتها //. وأضاف فضيلته يقول // انضباط المسار وتوازن المسيرة وتهذيب السلوك وعلو الذوق من أصول الحياة السعيدة وأسس التعامل في دين الإسلام وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا الاعتدال والتوازن والانضباط والالتزام كذلك تعكسه وتدل عليه النفس البشرية السوية تجعل ما يصدر عنها من أفعال وتصرفات موافقة للحق مجانبة لما يستقبح مراعية للمشاعر ، التزام في إعطاء الحقوق وتوازن وموازنة بين الحقوق والمسؤوليات ، النظام والانضباط وحسن الترتيب وسلامة التقدير وجمال الذوق كل ذلك يحفظ الفرد كما يحفظ الجماعة ويعين على تحمل المسئولية وعلى أدائها ويثبت العلاقات الاجتماعية وينظمها، التعامل المنظم والتقدير الصحيح يهب الحياة مذاقا حلوا ويقي بإذن الله من أعباء ثقال ترهق الفكر والصحة والمال، مسالك راقية ومسارات متوازنة يقودها وعي عميق وعزم صادق وإصرار لايعرف الكسل ليس بالقوة تتحقق الآمال ولكن بالعزيمة والإصرار وحسن الأدب //. وأردف فضيلته يقول // المسلم المستقيم الجاد في حياته المنظم لشؤونه يجعل لكل جزء من وقته هدفا ولكل عمل من أعماله غاية لا وقت له يضيع ولا شيء من حياته في فراغ، الموازنة عنده ظاهرة بين الأهم والمهم ومادون ذلك وان للمسلم في فرائض الإسلام وأحكامه وآدابه ما ينبهه إلى ضرورة الانضباط ولزوم الآداب في حياته كلها ، تأملوا هذا الانضباط والترتيب وتهذيب الذوق في المسلم وهو يقوم إلى صلاته متطهرا في ثوبه وبدنه يستاك ويأخذ زينته ويمشي إلى بيت الله وعليه السكينة والوقار يجتنب الروائح الكريهة من اجل نفسه وإخوانه والملائكة المقربين ثم آداب الخروج والدخول من منزله ومسجده وخفض الصوت وغض البصر والقراءة والذكر والدعاء والمناجاة والإنصات قائما لله قانتا ساكنا غير عابث لا في حركة ولا في شرود فكر متابعا لإمامه منتظما في صفه في ذوق رفيع وأدب عالي//. // يتبع //