السفر في مطاراتنا له فوائد تتعدى فوائد السفر التي دونتها الكتب، فبعض شركات الطيران تجعل للسفر فوائد خفية ومفيدة، مثل تعليم أهمية الوقت، فعند تأخر الرحلة يتعلم المسافرون قيمة الساعات الضائعة في انتظار الرحلة، وهي فائدة ستساعدهم مستقبلا في تنظيم وقتهم المهدور. ومن الفوائد أيضا تعليم الصبر، فالرحلات التي تتأخر توجد لدى الركاب في البداية حنقا، لكن مع التأخر المتتالي يبدأ المسافرون في ضبط أعصابهم، وهو ما يمكن تصنيفه على أنه دورة لتطوير الذات لكنها مجانية. فائدة أخرى قد لا يلمسها الكثيرون، وهي أن بعض المسافرين يأتون إلى المطار بملابس غير لائقة، ومع ساعات الانتظار الطويلة يتحول هؤلاء إلى فرجة للمسافرين، ومن شأن ذلك أن يدفعهم مستقبلا إلى الاهتمام بمظهرهم العام. أما حث الناس على القراءة فهذه فائدة كبيرة، فالتأخير يدفع بالناس إلى إشغال ساعات الانتظار وليس هناك وسيلة مفيدة مثل قراءة الكتب، فتجدهم يأخذون الكتب من الرفوف الموضوعة في صالات الرحلات المغادرة، أو يذهبون لشراء الكتب من المحال الموجودة في المطار، وهذا دور ثقافي تضطلع به الشركات ويحسب لها. من لا يحبون القراءة لن يعدموا الفائدة، فتأخر الرحلات يسهم في بناء أواصر التواصل الاجتماعي، فمن الفراغ والطفش عند الركاب ترى بعضهم يجري الاتصالات الهاتفية بذويه وأصدقائه، فيزيد الحميمية في المجتمع، ومن لا يريد مهاتفة أحد تجده يجري حديثا جانبيا مع أحد المسافرين المنتظرين، وبهذا يكون اطلع على تجارب مفيدة، أو اكتسب صديقا جديدا. من الفوائد أيضا شائعة الفرح والبهجة في نفوس المسافرين، فعند إلغاء الرحلات بصورة متتالية، ثم إعلان أن بوابة الطائرة مفتوحة، يعم بين المسافرين جو من الفرح وترتسم الابتسامة على الكثير، وتنتشر راحة بين المسافرين، فتكون الرحلة في غالبها رحلة مسافرين سعداء، وهذا أمر نادر الحدوث. فوائد السفر لدينا كثيرة، ولا تتسع المساحة لسردها، لكن ما يؤمل أن تكون ضمن الفوائد انضباط مواعيد الرحلات لأن المسافرين لديهم مشاغلهم.