لسعة أو حكة أو حرقة في العين من الأعراض المألوفة لجفاف العين، كما أن الشعور بوجود جسم غريب في العين أو عدم راحة قد يكون أيضا مؤشرا للجفاف، الذي يعانيه الكثيرون بشكواهم من إفرازات دمعية من عيونهم. الدكتور نادر عدس استشاري طب وجراحة العيون الحديثة يعرف جفاف العين: «وصف لحالة العين التي لا تفرز دموعا بكمية كافية، حيث تتكون الدموع الطبيعية التي تفرزها العين من ثلاث طبقات: الخارجية الزيتية وتمنع أو تبطئ تبخر الفيلم الدمعي، والطبقة الوسطى المائية ترطب وتغذي السطح الأمامي للعين، والداخلية المخاطية التي تساعد على حفظ الفيلم الدمعي متماسكا». وكأي عارض صحي له أسبابه، الدكتور عدس يتناول ذلك: «قد يحدث جفاف العين بسبب عدم كفاية الدموع المفروزة «تفرز عيوننا دموعا أقل عندما نتقدم في السن، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى أعراض جفاف العين»، وقد يكون السبب تغيرا في تركيب الفيلم الدمعي؛ حيث يكون غير مستقر وبالتالي يتبخر بسرعة». وهناك أسباب أخرى: «قد تنشأ أعراض جفاف العين من عملية التقدم الطبيعي في العمر، وكذلك التعرض لحالات بيئية معينة قد يكون سببا مثاليا لظهور أعراض مؤقتة للجفاف مثل: مشاهدة شاشة الكومبيوتر؛ حيث إن العين ترمش عدد مرات أقل، وأنظمة التدفئة الداخلية التي تعمل على جفاف الهواء، والتدفئة والتبريد بالسيارة، بعض الأدوية مثل المضادات للحساسية وحبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب، السفر بالطائرة بسبب إعادة توزيع وتدوير الهواء، الحروق الكيميائية أو الحرارية للعين، والاضطرابات الصحية ومرض التهاب المفاصل». وللجفاف تأثيره في العين، بحسب الدكتور عدس: «إذا لم يعالج تأثيره الشديد قد يؤذي الأنسجة، ومن الممكن أن يؤدي إلى ندب في القرنية وبالتالي يضعف الرؤية، وقد يجد مستخدم العدسات اللاصقة الذي يعاني جفاف العين صعوبة في استعمالها كون كمية الدموع المفروزة غير كافية لترطيب وتزييت العدسات اللاصقة». وللتشخيص أساليبه التي يحددها الطبيب: «خلال الفحص يسأل الطبيب المريض عن صحته بشكل عام، الأدوية التي يستعملها، العوامل البيئية المحيطة بعمله، ومكان سكنه، فيحدد العوامل التي قد تكون لها علاقة بأعراض الجفاف، وهذه المعلومات ستساعد الطبيب في تقرير إذا ما كان المريض بحاجة إلى إجراء فحوص تتعلق بجفاف العين، لكي يجري فحصا للجفاف، وقد يستخدم الفاحص أدوات تشخيص تقوم بعمل تكبير للعين بدرجة كبيرة أو يستخدم أشرطة صغيرة من الورق وصبغا خاصة لكي يقيم ويحدد كمية ونوعية الدموع المفروزة».