لا أطوع الفكر بل هو من يطوعني، فأنساق للمعاني، ويطأطئ قلمي احتراما للحرف، يكتبني لا أكتبه. أحبك نعم، ولكن لا تطلب مني أن أبث مشاعري وإحساسي على السطور، بل انتظر أن يشتتني ويبعثرني حبك حروف على الورق، لأكتب بنبضي، وأرتشف الهيام حبرا، وأسيّره على السطور هياما وولها وشوقا وعشقا. الورق مساحة لا ترضخ لقوانيني، ولا تستجيب لكل رغباتي، فالفكر بعض حين يطيع بي ربه، فيرى في عدم سيره وفق مشتهاي مخالفة لهوى النفس فيخالفني، فإن من الإيمان أن تنظر هوى نفسك وتخالفه!. .. أعشقك نبض قلبي، وصدى أحساسي، ومن الممكن أن تكون معنى هام في حياتي، ولكن! لست معنى للسطور. لا تتسكع بين المعاني، وتهتك عورات الأفكار، ولا تمسك سكينا وشوكة للحروف بحثا عنك أو عني، فأنت وأنا فوق السطور لغة لم تدرس، وحروف مبهمة لغير العشاق، ومعاني نادرة. فيا أنت.. يا كلي.. إحساس قلبي شيء، وإحساس قلمي شيء آخر تماما، أنت سر إحساسي الذي يحفظه قلبي، وأفكار السطور أسرار عقلي وتجاربي التي يشيعها القلم. ناديتك بياء النداء لأختصك بالحديث، واخترت لك الصديق الصدوق (القلب)، المحتفظ بك سرا ليحفظك بين أضلعي، ويسكنك الضلوع، ويجعل الشرايين دروبا تتجول بك في أنحاء نفسي دون قيود أو شروط، تضخك من القلب وإليه فتشعر الحياة والسكينة في كل كلي، وتطلب مع كل هذا أن تشيع بحروف نثرية!. .. ورغم كل ذلك أعدك عندما يأتي ذلك اليوم الذي لا أكتب فيه إلا حبا، فستغدو أنت كل السطور!. البنفسج