أكد الشيخ سعد البريك أن التفكك الأسري من أخطر المشكلات التي قد تواجه المجتمعات المسلمة؛ لأنه يؤدي إلى قائمة طويلة من الآثار السلبية منها انحراف الأبناء وتعاطيهم الخمور والمخدرات، وشيوع السرقة لدى صغار السن، والأمراض النفسية الناتجة من تهدم الأسرة في الآباء والأمهات والأبناء والبنات، وغير ذلك كثير من المشكلات التي يصعب حصرها. وأوضح أنه في زمن العولمة وهبوب رياح التغريب، التي ترمي إلى غسل العقول والقضاء على الشخصية المسلمة، تأثرت الأسرة فضعفت بعد أن كانت متماسكة، وتفككت بعد أن كانت نواة قوية، فظهرت مشكلة التفكك الأسري، وباتت الأسرة رهينة تذبذب وحيرة بين قيم الإسلام والقيم الوافدة التي تنأى بهذه الأسرة عن هويتها وأصالتها. وقال إن واجب الرجل نحو أسرته ليس مقصورا على الإنفاق المادي، بل يعني ذلك المسؤولية بمفهومها الشامل، وإذا قام بها كما أوجب الله حمى أسرته من أسباب التفرق والتقاطع، ونشأ الأبناء نشأة سوية، أما إذا قصر في القيام بواجباته المادية والمعنوية، أو ظن أن مهمته لا تخرج عن توفير الحاجات الضرورية من طعام وشراب وكساء ودواء، ثم يهمل بيته وشؤون أولاده، فإنه بذلك يعرّض أسرته للضياع؛ لأنها فقدت الراعي، ويسرت للذين يتلقفون الأبناء من أصدقاء السوء أن يزينوا لهم وسائل الفساد. وشبّه الرجل المسؤول عن أسرته بربان السفينة، عليه أن يقودها نحو شاطئ الأمان والسلامة ويجنبها الأخطار والأضرار، وإذا أهمل في مسؤوليته كان الغرق هو المصير المحتوم للسفينة. وتابع البريك: “ما يقال عن غياب الزوج يمكن أن يقال عن الزوجة أيضا؛ فبعض النساء ينصرفن عن مسؤولياتهن الأسرية بشواغل مختلفة، كالعمل أو كثرة الزيارات للأهل والصديقات أو الإكثار من التنزه أو التسوق، فلا يجد الزوج من زوجته عناية بشؤونه واحتياجاته، وإذا عاد من عمله استقبلته الخادمة التي أعدت الطعام وهيأت المكان والزوجة غير موجودة، ثم تعود إلى منزل زوجها مُجْهدة متعبة لا وقت عندها للسؤال عن الزوج أو الأولاد وما يحتاجون إليه، فتنشأ الخلافات ويبدأ التصدع داخل هذه الأسرة”.