أحتاج إلى واسطة * يلاحظ أنك لم تتجه للتحليل الفني أو التدريب عقب اعتزالك اللعب مباشرة مثل بقية نجوم الكرة ولا بد أن هناك سببا؟ بصراحة لم تقدم لي الدعوة، كما أن مسألة التحليل تحتاج أحيانا إلى علاقات وأيضا لا بد أن تكون لديك القدرة على ذلك، وكان هناك برنامج على القناة الرياضية السعودية حللت فيه مباريات كأس آسيا ولاقى نجاحا، لكني لم أدعى مرة أخرى، أيضا دعيت مرة للإمارات عن طريق زهير بخيت وحللت مباراة النصر والوصل الإماراتي، وأي شيء رياضي لدي الرغبة في تنفيذه لكن لا بد أن يكون هناك باب للدخول منه. * بصراحة هل كنت تمني النفس بحفل اعتزال مثل بقية النجوم؟ طبعا الكل يتمنى ذلك، لكن من المستحيل أن أقيم لنفسي حفل اعتزال قبل زميلي أحمد جميل، وحتى لو جاءني الشخص المتكفل بهذا الحفل سأرفض لأجل أبو جميل. ليلة سوداء * قيل إن انتقالك للأهلي أفقدك تعاطف الاتحاديين ولم يكسبك حب الأهلاويين؟ هذا غير صحيح، فمكانتي عند الاتحاديين موجودة ولله الحمد، ولكن في أيامي الأخيرة بالاتحاد وصلت معنوياتي لأسفل سافلين، وللمعلومية أنا عقدي انتهى بعد حمزة إدريس والحسن اليامي بأسبوع تقريبا، والنادي جدد مع الاثنين بعد أن اتفقوا على القيمة، وبعدها جاءني المهندس حسن جمجوم لنتحدث في موضوع تجديد العقد، ووقتها كنت أنا اللاعب الوحيد المنضم من الاتحاد للمنتخب، وكنت أتوقع أن يتم تقديري لأني ابن النادي ولكني فوجئت بالعرض المتواضع الذي قدم لي، وبالطبع رفضت وكان ذلك بمثابة اليوم الأسود في حياتي، وتحدث معي بعدها منصور البلوي وقال إنه سيحضر لي عرضا من أحد الأندية المحلية، ولكني رفضت وطلبت وضعي على قائمة الانتقال مع أخذ مستحقاتي، وبعد ما انقطعت عن التدريبات لشهرين كلمني أحدهم عن طريق زميلي أحمد جميل وقال لي “نريدك في الأهلي” واستشرت أحمد وقال لي مستقبلك أهم ودعك من العواطف فوافقت، واجتمعت مع الأمير خالد بن عبدالله وبكلمتين أو ثلاث منه بثّ فيّ الروح من جديد وانتشلني من تلك النفسية السيئة، ووقّعت ولم آخذ سوى شيء بسيط، ولكن كان شيئا كبيرا لي وتعدلت نفسيتي، وبصراحة لن أنسى هذا الجميل للأمير خالد بن عبدالله. * بصراحة هل أنت نادم؟ لا والله لست نادما على أي شيء. لم نلحق (الهبرات) * أنت تعمل حاليا في أحد الأندية الخاصة فهل تعتقد أن ذلك مجدٍ ماديا؟ بالتأكيد ليس مجديا ماديا، ومن جانبي أعتبر المسألة زيادة في ثقافتي التدريبية وتطويرا لي في هذا المجال، إضافة إلى أنني سأشارك في إحدى الدورات التدريبية المعتمدة في ال(فيفا) ومعي أبرز نجوم الكرة السابقين، كما أن لي أيضا بعض الأعمال الحرة التي تساعدني في معيشتي. * لم يشفع لك تاريخك الكروي في تأمين مستقبلك ولابد أن هناك سببا؟ ماديا لا؛ لأن وقتنا يختلف عن الوقت الحاضر ولم نلحق الملايين التي تدفع للاعبين حاليا، ولكن الحمد لله عايش وراضٍ بقليلي ولم أمد يدي لأحد. * وأين ذهبت الأموال التي اكتسبتها من الكرة؟ تلك الأموال اشتريت بها منزلا أعيش فيه أنا وأهلي. * قيل إنك محاصر بالديون؟ لا، ولله الحمد، ليس عليّ أي دين ولكن بعض السلف البسيطة والطبيعية لأي شخص غيري وأسددها أولا بأول. حكاية الضمان * إذًا لا تعاني ضائقة مالية كما يتردد؟ الحالة ميسورة والحمد لله، ولكن بعض الأحيان تأتيني الضائقة المالية كأي شخص خاصة وقت المناسبات والأعياد لكثرة الالتزامات. * إذًا ما قصة تقديمك للضمان الاجتماعي؟ نعم، صحيح تقدمت للضمان باسمي، ولكن كان ذلك لأجل أخي لأنه مقبل على الزواج، وأنا أصلا لا أعلم كيفية الضمان الاجتماعي، وكان أخي هو من يقوم بالمهمة. * الكثيرون يتساءلون كيف وصلت إلى هذه الحالة؟ لا أعتقد أن هناك شيئا تغير، فأنا أحس بأني مثل السابق ولكني لم أحصل فقط على الفرصة التي تجعلني في وضع أفضل مما أنا عليه الآن. * أنت بالطبع لم تختر هذه النهاية ولكن الظروف قادتك إليها أليس كذلك؟ لم أصل النهاية، ولله الحمد، والجميع يراني الآن وأنا بخير فلست في ظروف صعبة والهم يخنقني، وحتى لو طحت في مرة من المرات فهناك من يقف معي. أين بلوي زمان * يقال إنك تعيش مع أصدقائك القدامى في الحارة بعد أن انفض من حولك أصدقاء الشهرة والمعجبون؟ عالمنا صعب جدا، وهناك أصحاب مظاهر وكرة ودنيا، ومجرد ما يبعد عنك النور يغادرون ويتركونك، وأنا والحمد لله بقي معي أصحاب المعدن الأصيل، وهم أصدقاء إذا كنت في ضائقة أو مشكلة وشكوت لهم فمن المستحيل أن يتركوني دون أن يجدوا لي الحل أمثال (أحمد جميل وسراج فريج ومحمد فريج وإسماعيل حكمي وعبدالله جابر وسليم البطاطي وسعيد العويران وخميس العويران ومحمد الشهراني وأصدقاء آخرين)، أيضا هناك أعضاء شرف أفخر بهم وعلى رأسهم الأمير خالد بن فهد لأن علاقتي به دائمة حتى وهو في أمريكا ووسط انشغاله ظل يسأل عني وأستشيره في كل صغيرة وكبيرة وهو بمثابة الوالد، إضافة إلى منير رفة وأسعد عبدالكريم والشيخ عبدالمحسن، أما منصور البلوي فكانت علاقتي به قوية، ولكن لا أعلم هل الدنيا تغيرت أم ماذا لأنه ليس منصور السابق الذي كان يسأل ويطمئن عليّ بين فترة وأخرى. * على ضوء تجربتك بماذا تنصح النجوم الموجودين في الساحة الآن؟ أقول لهم المادة موجودة وإذا أردتموها فأخلصوا والعبوا ولا تجعلوها تطغى على حبكم للعب لأن الشهرة والمادة ستأتيان لمن يخلص ويتعب، فلكل مجتهد نصيب، وإذا أخلص اللاعب فبدل العشرة ملايين سيأتيه ضعفها. وصرفها شيء راجع للشخص نفسه، وفي الوقت الحاضر الذي أراه أن اللاعبين حينما يأخذون مقدمات عقودهم يفكرون في البداية بشراء سيارة فارهة وفيلا، وأيا كان المبلغ الصغير مثل المبلغ الكبير الآن، وأكثر اللاعبين الآن لا يهتمون بالمباراة أكثر ما يكون همهم ما بعد المباراة، وهذا عكس ما كنا عليه في السابق وأتمنى التوفيق للجميع.