على الرغم من أن الأغنية السعودية هي الأولى عربيا في تقديم المواهب الغنائية في العقدين الأخيرين والأكثر حضورا وطلبا لفنانيها في المناسبات والحفلات الخليجية والعربية، وتمتلك أكبر شركة إنتاج للألبومات عربيا، إلا أن المراكز الأربعة الأولى ظلت ثابتة طوال عقود، ولم يستطع أي فنان شاب سحب البساط والتفرد بنجومية الأغنية، وبمجرد ظهوره ونجاح ألبومه تبتعد عنه الفلاشات ويقف في طابور المنتظرين للتفرد، وقد يجد نفسه في فترة ما خارج أسوار الوسط.. هنا نضع الأغنية وأبرز نجومها تحت (المجهر) وبعض المنعطفات المهمة.. البساط لا يسحب من فنان العرب محمد عبده بمشواره الطويل لا يزال شغوفا بالأغنية، والألقاب تنهال عليه من كل جهة، توقف في التسعينيات الميلادية لفترة عن الغناء وبقي مكانه شاغرا إلى أن عاد بحفلة (لندن)، ورغم التنافس الشديد الذي كانت تعيشه الأغنية السعودية في فترات بينه وبين الفنان الراحل (صوت الأرض) إلا أن الكفة دائما ترجح بالفنان محمد عبده، بقي هو الفنان الأول في الأغنية السعودية، ورغم شهرة ونجومية الفنانين المنافسين له، وتقديمهم للأغنية الشبابية، والاقتراب بكلماتهم من الشباب إلا أنهم لم يسحبوا البساط ولن يسحبوه من محمد عبده الفنان، وأحيانا يتعمد إحياء روح الإثارة لدى الجمهور من خلال تصريح إعلامي يمس عبدالمجيد أو خالد عبدالرحمن من أجل إعادة الحياة للوسط الفني، ورغم السنين إلا أنه يبقى (ترمومتر) الأغنية السعودية. طيب القلب والمراحل الفنية ثاني الأسماء في الأغنية السعودية هو عبدالمجيد عبدالله، على الرغم من ابتعاده عن الإعلام والأضواء، واكتفائه بأعماله الفنية التي تطرح في الألبومات والحفلات الناجحة، إلا أنه لا يزال صاحب أجمل صوت عربي لم يتغير فيه الشجن منذ 26 عاما، فعبدالمجيد عبدالله اليوم هو خلاصة تجربة فنية ثرية اقتبس قوتها من أصدقائه ومن رافقوه في رحلة النجاح كالفنان الملحن سامي إحسان، سراج عمر، الأمير بدر بن عبدالمحسن، خالد الشيخ، صالح الشهري، عبدالرب إدريس، وصولا إلى سهم وطارق محمد والشاعر تركي، وما زال اسمه يتردد بقوة حتى الآن فهو (الدينمو) المحرك للساحة الفنية بأعماله المبتكرة، وهو فنان المراحل؛ ففي كل فترة فنية يختار طريقا جديدا بروح جديدة و(شلة) فنية جديدة. راشد بعيد و(سنجل) راشد الماجد لا يحب الإعلام أو يخاف الحديث مع الإعلاميين، في الفترة الأخيرة أخذ منحى بعيدا عن الأغنية السعودية، وتفرغ بتقديم الألوان الخليجية والإماراتية على وجه الخصوص، مع الملحنين فايز السعيد وأحمد الهرمي، ابتعاد راشد عن أجواء الوسط المحلي واعتذاره عن المهرجانات المحلية ليس في صالحه كفنان له شعبية كبيرة، إضافة إلى أن راشد أصبح يكثر من الأغاني المنفردة (السنجل) بمناسبة ومن دون مناسبة، ولا شك أن فكر التاجر راشد يطغى على فكر الفنان في أحيان كثيرة، المشكلة أن (السندباد) بدأ في تكريس هذا الفكر في نفوس الفنانين الشباب في مؤسسته (بلاتينيوم)، وهو ما قد يعصف بهم مبكرا. من أقصى عبادي؟! لا يزال الإحساس هو نفس الإحساس واليد تداعب الريشة برشاقة، إلا أنه غاب كثيرا، وابتعد عن المنافسة، مع أنه كان في فترة من الفترات كان من أهم ثلاثة أسماء في الأغنية السعودية، حالة الرتابة والحزن والانطواء التي يعيشها (أخطبوط العود) قد تكون مناسبة لجمهور الأغاني الحزينة، ولكنها ليست في صالح الأغنية السعودية، خاصة أن عبادي الجوهر في آخر عشر سنوات لم يعد عبادي الذي نعرفه. رابح الموسيقار المراحل الفنية في السنوات الخمس الأخيرة هي أهم مراحل الفنان رابح صقر طوال ال27 عاما التي أمضاها في الأغنية السعودية، ويعتبر أكثر فنان سعودي خلفية وثراء بالآلات الموسيقية والتوزيع الموسيقي، وبلا شك ذلك عوض جمهوره وجعله ينافس الفنانين الذين يتفوقون عليه بجمال الصوت، وعرف من أين تؤكل الكتف. انشغاله بالجلسات الخاصة أفقده التركيز على ألبومه، هكذا يقول محبو الفنان رابح صقر، ولكن ما يشفع له أنه قدم من الصفوف الخلفية وبذكاء استطاع أن يكون من الأسماء الأهم في الأغنية السعودية حاليا.