توافد أكثر من 1000 شخص يمثلون قبائل شهران ورجال الحجر، إلى وادي ابن هشبل في ساعة مبكرة من صباح أمس لإنهاء قضية قتل فيما بينهما بالصلح، وذلك بعد إقدام حسن بن مشاري الشهراني من قبيلة بني بجاد شهران بقتل عبدالمجيد محمد خلوفة الأحمري من قبيلة بني ثعلبة بللحمر، إثر خلاف بينهما. وكان في استقبال القبائل أثناء توافدهم لمجلس الصلح، الشيخ سعيد بن تركي بن هشبل شيخ شمل قبائل بني بجاد شهران، كما حضر الشيخ محمد بن سعيد الصوع شيخ قبيلة كود شهران، وعدد من نواب ووجهاء القبائل، وشهد موقع الصلح تكاثفا أمنيا للتنظيم والمحافظة على الأوضاع الأمنية. وتحركت الوفود إلى مقر الصلح، وكان في استقبالهم ذوو القتيل من قبيلة بني ثعلبة بللحمر، وبدأ الحديث للشيخ سعيد بن هشبل، والشيخ محمد الصوع والنواب والأعيان والوجهاء والشعراء، طالبين العفو من أسرة القتيل، ورحب الشيخ عبيد بن السريحة من قبيلة بني ثعلبة بللحمر بالضيوف، وحدد أربعة شروط للموافقة على الصلح، وقبول بالشروط وتنفيذها، وكان أولها: خمسة ملايين ريال دية للقتيل، وثانيها الجلاء والتغريب لأسرة القاتل من وادي ابن هشبل؛ درءا لوقوع خلاف، خاصة بين طلاب المدارس، وثالثها يمين يؤديه 50 شخصا من قبيلة آل لعبان بأنهم غير راضين ولا متشاورين بما حصل لابنهم المقتول، ورابعها يمين يؤديه عشرة من أسرة الجاني بأنهم لم يعلموا بجريمة القتل، ولم يُخفوا القتيل في منزلهم ولم يشهّروا به، ولم ينكروا وقوع الجريمة حينها. وبعد مبادرات وتشاورات طلب الحضور التنازل عن بعض الشروط وبعض المال، وانتهى الصلح على شرطين فقط، هما: دفع مليون ونصف المليون ريال دية لأسرة القتيل، وأداء والد القاتل وإخوانه وأعمامه وعشرة من أفراد أسرته اليمين أمام ذوي القتيل، بأنهم لم يعلموا بجريمة ابنهم، ولم يتشاوروا بينهم ولم يكونوا راضين عنها ولم يخفوا الجريمة ولم ينكروها بعد وقوعها. وتنازل ذوو القتيل عن دين 50 شخصا من قبيلة آل لعبان شهران، وبالنسبة إلى الجلاء وافقت أسرة القاتل على الابتعاد عن منازلهم القريبة من سكن أسرة ذوي القتيل في الوادي، وتعهدوا بعدم إلحاق أبنائهم بالمدارس التي يوجد فيها أبناء ذوي القتيل، بعد ذلك تسلم ذوو القتيل الدية، وكتبت ورقة صلح بين الطرفين، ووقّع عليها كل الأطراف، وتنازل بعدها والد القتيل عن القاتل لوجه الله، بعد ذلك رفعت الرايات البيضاء ابتهاجا بالصلح بين الطرفين وتقديرا ووفاء لأسرة القتيل على البادرة الإنسانية في العفو وقبول الصلح.