استعادت المنتخبات الخمسة التي تمثل القارة السمراء في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا توازنها وشقت طريقها إلى ربع النهائي في كأس الأمم الإفريقية رغم سقوطها المبكر في انطلاقة البطولة بأنجولا. وحجزت منتخبات غانا وساحل العاج ونيجيريا والجزائر والكاميرون مقاعدها في دور الثمانية بعد أن عانت الأمرّين في الدور الأول الذي كشف الكثير من السلبيات في جميع هذه المنتخبات وحاجتها إلى ترتيب أوراقها مجددا قبل خوض المعترك العالمي منتصف هذا العام، واكتمل عقد دور الثمانية بمنتخبات: مصر حامل اللقب، وأنجولا صاحب الأرض، وزامبيا. ولم يشهد الدور الأول المستوى المتوقع من معظم المنتخبات المشاركة؛ حيث جاء المستوى العام للبطولة هزيلا للغاية، وربما كان السبب الرئيسي في ذلك هو تراجع مستوى الفرسان الخمسة الذين يمثلون القارة الإفريقية في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وتوجيه اهتمامهم الأكبر إلى كأس العالم؛ ولذلك ظهروا جميعا أقل من المستوى المنتظر منهم، وإن كان ساحل العاج أفضلهم؛ حيث استعاد توازنه سريعا بعد تعادله مع منتخب بوركينا فاسو سلبيا، وأصبح الوحيد من بين الفرسان الخمسة الذي حافظ على سجله خاليا من الهزائم في الدور الأول ضمن أربعة منتخبات فقط في البطولة لم تلحق بها الهزيمة في الدور الأول؛ حيث حافظت منتخبات مصر وأنجولا وتونس أيضا على سجلها خاليا من الهزائم رغم خروج الأخير نتيجة سقوطه في فخ التعادل ثلاث مرات. ورغم تواضع المستوى العام للبطولة لم يخرج أي منتخب من المنافسة إلا في الجولة الثالثة من مباريات الدور الأول، وأسفرت الجولتان الأولى والثانية عن تأهل فريقين اثنين فقط إلى دور الثمانية هما منتخبا ساحل العاج ومصر. أهداف البطولة شهد الدور الأول للبطولة 21 مباراة فقط، انتهت 14 منها بالفوز، وسبع بالتعادل. وسجل فيها 54 هدفا بمتوسط يقترب من 2.6 هدف في المباراة الواحدة، وجاءت ستة أهداف من ضربات جزاء، منها هدفان لأنجولا في المباراة الافتتاحية مقابل ضربة جزاء لكل من بنين وغانا ونيجيريا وزامبيا. كما جاءت ثلاثة أهداف عن طريق الخطأ سجل منها المدافع الموزمبيقي هدفين في مرماه، والثالث جاء عن طريق الخطأ من اللاعب الكاميروني أورليان تشيدو في مرمى فريقه. واقتسم الأنجولي فلافيو والمالي سيدو كيتا صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما مقابل هدفين لكل من المصريين عماد متعب وجدو، والمالي فريدريك كانوتيه، والنيجيري بيتر أوديمونجي، والكاميروني صامويل إيتو، والزامبي جاكوب مولينجا، والأنجولي مانوتشو، وباتريك موافوليروا مهاجم مالاوي. التفوق المصري كان المنتخب المصري حامل اللقب هو الأكثر فوزا؛ لأنه الوحيد من بين جميع منتخبات البطولة الذي حقق الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول، في رد على إخفاقهم في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا نتيجة سقوطهم في المباراة الفاصلة أمام الجزائر في السودان؛ حيث تفوق منتخب مصر على نيجيريا 3 / 1 وموزمبيق 2/صفر وبنين 2/صفر. ولم يقع أي من المنتخبات في فخ الهزيمة في جميع مبارياته بالدور الأول، وكان منتخبا بنين وموزمبيق هما الأكثر تعرضا للهزائم؛ حيث مُني كل منهما بهزيمتين، بينما تعادلا معا ليكونا مع منتخب بوركينا فاسو الأقل حصدا للنقاط في الدور الأول برصيد نقطة واحدة فحسب لكل منهم. أما أكثر الفرق تعادلا فكان المنتخب التونسي الذي سقط في فخ التعادل في جميع مبارياته الثلاث بالدور الأول وخرج صفر اليدين من البطولة رغم حصوله على ثلاث نقاط. وكان المنتخب المصري هو الأفضل تهديفا في الدور الأول برصيد سبعة أهداف؛ ليكون هجومه بقيادة عماد متعب ومحمد ناجي (جدو) وأحمد حسن قائد الفريق هو الأفضل في البطولة. وكان الفريق الوحيد الآخر الذي سجل سبعة أهداف هو منتخب مالي، ولكنه خرج صفر اليدين من البطولة بعدما فشل فريدريك كانوتيه ورفاقه في تجنب الهزيمة صفر / 1 أمام المنتخب الجزائري رغم التعادل 4 / 4 مع أنجولا في المباراة الافتتاحية والفوز على مالاوي 3 / 1 في الجولة الأخيرة. وتفوق منتخبا مصر ومالي بذلك على الهجوم الأنجولي بقيادة فلافيو ومانوتشو؛ حيث سجل أصحاب الأرض ستة أهداف في الدور الأول مقابل خمسة أهداف لكل من الكاميرون وزامبيا ونيجيريا. أما أكثر الفرق التي اهتزت شباكها فكان المنتخب الموزمبيقي برصيد سبعة أهداف، جاء منها هدفان عبر مدافعه داريو كان؛ حيث سجل اللاعب هدفا عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في كل من مباراتيه أمام بنين ومصر. وكان منتخب بوركينا فاسو الوحيد الذي فشل في تسجيل أي هدف رغم وجود موموني داجانو في خط هجوم الفريق، علما بأنه تصدّر قائمة هدافي التصفيات برصيد 12 هدفا في 12 مباراة. وكان ثاني أسوأ خط هجوم في البطولة هو هجوم المنتخب الجزائري الذي سجل هدفا وحيدا، ولكنه تأهل إلى دور الثمانية رغم اهتزاز شباكه ثلاث مرات؛ ليكون من أكثر المستفيدين من لائحة البطولة التي تلجأ إلى نتائج المواجهات المباشرة بين الفرق، وليس إلى فارق الأهداف العام في المجموعة؛ ليتأهل المنتخب الجزائري بذلك على حساب منتخب مالي، واستفاد منتخبا الكاميرون وزامبيا من القاعدة نفسها وتأهلا إلى دور الثمانية على حساب المنتخب الجابوني. وكان المنتخب المصري هو الأفضل على مستوى الدفاع بعد اهتزاز شباكه مرة واحدة فقط في ثلاث مباريات، متفوقا على ساحل العاج وبوركينا فاسو. إخفاقات ومفاجآت في الوقت الذي لم يظهر معظم المهاجمين البارزين في البطولة مثل الكاميروني صامويل إيتو والأنجولي مانوتشو والإيفواري ديدييه دروجبا والبوركيني داجانو والبنيني رزاق أموتويوسي، ظهرت معظم خطوط الدفاع في منتخبات البطولة بحالة يرثى لها، ومنها دفاع المنتخب الكاميروني الذي عانى أخطاء مدافعه المخضرم ريجبور سونج في أول مباراتين، وازداد الوضع سوءا مع غيابه عن التشكيل الأساسي في المباراة الثالثة للفريق. ورغم ظهور معظم المنتخبات الكبيرة بشكل سيئ في الدور الأول كان المنتخب التونسي (نسور قرطاج) هو الوحيد من هذه المنتخبات الذي فشل في العبور إلى دور الثمانية، كما يأتي معه منتخب مالي الذي خرج أ يضا من الدور الأول.