منذ أكثر من ثلاث سنوات يعاني سكان حي الملك عبدالله وسط الرياض من إنشاءات متوقفة تحت الأرض تسببت بأضرار بالغة لهم كما تسببت بحدوث انهيارات ترابية وتشققات أسفلتية في الشوارع الفرعية المحيطة بالموقع. ومنذ توقف العمل في الإنشاءات التي حُفر من أجلها موقع بمساحة تتجاوز 1200 كلم مربع، وبعمق يزيد على عشرة أمتار، وسكان الحي لا يتوقفون عن مطالباتهم بردم الموقع ما دامت أعماله متوقفة، وتزداد مخاوفهم يوما بعد آخر من حادثة كارثية قد يكون ضحيتها أطفال من الحي. وبزيارة للموقع، قال علي المطلق، أحد السكان، إن جميع المحاولات مع أمانة الرياض من أجل التحرك لردم هذه الحفرة أو إلزام مالكها بردمها لم تخرج بنتيجة، وأضاف: “اتصلنا على خدمات الطوارئ بأمانة الرياض عدة مرات ولم نجد أي تجاوب منهم، والشوارع المحيطة بالحفرة الآن، لحقتها انهيارات وتشققات خطرة جدا، وتنذر بوقوع كارثة عن قريب ما لم يتم التصرف حيال هذا الموقع الخطر المهجور”. وقال المطلق إنه وأهل الحي “يطالبون الأمانة بالتحرك قبل وقوع خسائر لا يجدي بعدها استدراك ما فات من إهمال وتجاهل”. ورصدت “شمس” تشققات في الطبقة الأسفلتية بشكل حاد ويبلغ عرض بعض الشقوق نحو عشرة سنتميترات ويصل عمقها إلى الطبقة الترابية. ولم توضع أي حواجز صلبة بين الموقع والطرق المحيطة به، بل اكتفى المالك بوضع سياج رخيص لا يمكنه أن يحمي سوى القطط، بحسب ما أوضح عدد من السكان. وقد تقلص عرض الطرق الفرعية حول الموقع من 15 مترا إلى 7.5 متر فقط. ومن جهة أخرى، قال سعد بن كميخ بن شفلوت إمام جامع الأمير تركي بن عبدالله في الحي، إنهم قاموا بجهود كبيرة من خلال أمانة مدينة الرياض لردم هذه الحفرة، وتقدموا بالعديد من الشكاوى والبلاغات ولم يجدوا أي تجاوب. وتابع: “عندما انهار الطريق المحاذي للحفرة من جهة الشرق قمنا بإبلاغ الدفاع المدني بذلك وحضروا للموقع لكنهم رفضوا القيام بأي عمل. بحجة أنها ليست من اختصاصهم، وأفادونا بأنها من اختصاص الأمانة العامة لمدينة الرياض رغم أنهم وقفوا على حالة انهيار الطريق المحاذي للحفرة بأنفسهم”. إلى ذلك، قال مواطنون آخرون ممن التقتهم “شمس” في الموقع، إنه إضافة إلى الأخطار المرتقبة فإن ثمة أضرارا واقعة الآن بسبب الحفرة ومنها الزحام المروري حول الموقع، خصوصا مع وجود دوائر هناك يقصدها مئات المراجعين، وأكدوا أنه في حال عدم وضع حد لهذه المعاناة فإن الحوادث لا شك ستكون أليمة.