ظهر مجددا على السطح الخلاف الجدلي والأزلي حول تقدم فناني الدراما لأدوار الصحابة (رضوان الله عليهم)، ولم تحسم الأمور في هذا الأمر منذ فترة طويلة ما أبقى الباب مشرعا لعدد من المنتجين الدخول في المناطق التي يراها كثير من الناس أنها مناطق حمراء مرفوض المساس بها، حيث يسعى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وحضور 50 من كبار العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي لإصدار فتوى مؤسسية عالمية تحسم الجدل الفقهي حول ظهور الصحابة الكرام في الأعمال الدرامية؛ حيث حدد المجمع حسب أمينه العام الشيخ علي عبدالباقي يومي 27 و28 من فبرابر المقبل لعقد المؤتمر السنوي الرابع للمجمع لمناقشة القضايا المثارة حول التجسيد الدرامي لصحابة الرسول الكريم في الأعمال الدرامية، مع استعراض مختلف الرؤى والأبحاث الفقهية والشرعية المقدمة من أعضاء المجمع من مصر والدول العربية والإسلامية حول هذه القضية، مشيرا إلى أن مسألة التمثيل الدرامي للصحابة والصحابيات هو المحور الأبرز للمؤتمر، لكن هناك قضايا أخرى ستكون محل نقاش بينها تتعلق بفقه صحابة رسول الله (عليه الصلاة والسلام) من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودور الصحابيات في نشر الدعوة الإسلامية، والافتراء على الصحابة وسبل التصدي له، مع عرض بعض النماذج من حياة الصحابة وإمكان استفادة المسلمين المعاصرين من ذلك الموروث الديني العظيم. وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ل”شمس” إن المؤتمر يستهدف النقاش الجاد حول هذه القضية والخروج بفتوى “مؤسسية” بخصوصها بعد تباين الاجتهادات الفقهية حولها، مشيرا إلى أن مجمع البحوث الإسلامية الذى يتألف من عدد لا يزيد على 50 عضوا من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، من كافة الدول الاسلامية قادر إن شاء الله تعالى على الخروج برؤية فقهية معاصرة لهذه القضية باعتباره المرجعية العالمية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية، وبيان الرأي فيما يَجِدّ من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة. وينعقد المؤتمر وسط جدل وانقسامات فقهية بين علماء الأمة حول شرعية تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية؛ حيث توجد اتجاهات فقهية في هذه القضية كأحد المستجدات العصرية، والتيار الأقوى هو منع بشكل مطلق تمثيل شخصيات الصحابة، وذلك رأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية ومثّلها الشيخ ابن باز، رحمه الله، وفتوى معاصرة من هيئة كبار العلماء بالسعودية، وفتوى الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، بجانب اجتهادات لعدد من علماء الأزهر، منهم: الدكتور أحمد عمر هاشم، الدكتور عبدالصبور مرزوق، عبدالعظيم المطعني، عبدالفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد المسير، ويبرر هذا التيار التحريم المطلق استنادا لقاعدة “درء المفاسد” واتقاء الشبهات؛ لأن تمثيل الصحابة محفوف بالأخطار، وإذا سلمت شخصية فلن تسلم أخرى.