طالب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بالنظر إلى كارثة الأمطار والسيول التي ضربت جدة بعين العقل وبحيادية، بعيدا عن العاطفة، مشيرا إلى أنه لن يشارك النائحين نواحهم؛ لأن هذه التصرفات لن تصلح شيئا، بل لا بد من التحرك بجدية لمعالجة لكل المشكلات التي تعانيها المدينة، فالحكومة مهتمة بوضع حلول تمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وتسعى لتصحيح الأوضاع، ولن يكون هناك توانٍ في تنفيذ توجيهات القيادة بكل صرامة وقوة. وأكد في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس عقب جولته التفقدية على المناطق المتضررة، أن الكارثة كانت بسبب كمية الأمطار الغزيرة التي هطلت، والبناء في مجاري الأودية والسيول، وتأخر تنفيذ مشاريع تصريف السيول والصرف الصحي في المدينة. لافتا إلى أن الوقت حان لتصحيح الأوضاع، محذرا في الوقت نفسه من استغلال الكارثة لتصفية الحسابات. جولة تفقدية وكان أمير مكة بدأ جولته ظهر أمس بتفقد الأحياء والمناطق المتضررة بجدة، منها أحياء: قويزة، الروابي، الحرازات، مشروع الأمير فواز، حي الجامعة وطريق الملك عبدالله، يرافقه الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة والمهندس عادل فقيه أمين المحافظة والفريق سعد التويجري المدير العام للدفاع المدني، ليستقل بعدها طائرة لتفقد بحيرة المسك. نقف مع المتضررين وأكد الأمير خالد الفيصل في المؤتمر، حرص الحكومة على الوقوف مع المتضررين، مشيرا إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين بتوفير جميع الإمكانات لهم، وتشكيل عدد من اللجان للوقوف عن كثب على حاجاتهم وصرف الإعانات لهم وتأمين المأوى وكل وسائل الحياة الكريمة. وقدم تعازيه لجميع ذوي الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب الأمطار والسيول. وذكر، أن ما شاهده في الجولة يؤكد أن الكارثة كبيرة والتلفيات التي نتجت منها عظيمة وجسيمة، إلا أن الكوارث الطبيعية تحدث في دول العالم بأسرها، وأي كارثة طبيعية لا بد أن ينتج منها أضرار. وطالب بالنظر إلى كارثة جدة بعين العقل والحيادية بعيدا عن العاطفة، مشيرا إلى أن المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين يشاطرون أسر الضحايا والمتضررين أحزانهم. 3 أسباب للكارثة ولفت إلى أن أسباب الكارثة تنحصر في ثلاثة: كمية الأمطار التي هطلت، وقوع غالبية المناطق المتضررة في أودية ومجاري سيول، وهذا سوء في التخطيط والتنفيذ، والتأخر في تنفيذ مشاريع تصريف السيول والصرف الصحي في المدينة. رب ضارة نافعة وبيَّن أمير مكة، أن اللجان المختصة بدأت عملها الميداني في مسح وتحديد الأضرار، مشيرا إلى أن لجنة شكلها خادم الحرمين الشريفين، وأخرى شكلتها لجنة المنطقة لتحديد التلفيات وإعداد التقارير اللازمة، إضافة إلى توضيح عناصر الخلل في المخططات المتضررة. وأضاف، أن ما شاهده مؤلم بكل المقاييس، لكن رب ضارة نافعة وهذه بداية التصحيح. أما عن نتائج أعمال اللجان فذكر أنها ستكون جاهزة خلال أيام. لا لتصفية الحسابات وبخصوص الوضع القائم في بحيرة المسك وما تبادله بعض السكان عن وجود تصدعات تشير إلى وجود خطر، أكد الأمير خالد الفيصل، أن الوضع مطمئن، ومنسوب المياه لم يصل إلى الحاجز الرئيس للمصد الرئيس للبحيرة، مستبعدا في الوقت نفسه ارتفاع منسوب المياه، لكن مع ذلك فقد أبلغ سكان حي السامر 3 بأخذ الحيطة والحذر. وبيَّن الفيصل، أنه بعد انتهاء عمل اللجان المشكلة ستتم معالجة الأخطاء، مشيرا إلى حرصهم الشديد في تحري الحقائق والحيادية في دراسة المواضيع واتخاذ القرارات، محذرا من استغلال وسائل الإعلام الكارثة لتصفية الحسابات الشخصية، خاصة ممن يعملون في بعض القطاعات الحكومية.