استغل الباعة الجائلون لإحرامات الحج في جميع المواقيت المؤدية إلى بيت الله الحرام، أخبار انتشار مرض إنفلونزا الخنازير في العالم، والتحذيرات الدولية من هذا الوباء المنتشر، لبيع الكمامات مع الإحرامات، وذلك بترغيب الحجاج في بضاعتهم عبر تحذيرهم والتحدث بما لديهم من معلومات عن هذا المرض. ولهؤلاء الباعة معلوماتهم الحقيقية عن تطورات المرض، وبذلك فهم لا يبيعون (كلاما) وإنما يستغلون ذلك للترويج للكمامات، ففي ميقات السيل الكبير بمدينة الطائف هناك من يطلب من ضيوف الرحمن شراء الكمامة محذرا من إنفلونزا الخنازير، ومشددا على أن كثيرا من مواطني دول شرق آسيا قد جاؤوا لأداء الفريضة، في إشارة إلى قدومهم من أماكن موبوءة بالمرض. فتوى إلزامية بالكمامة الحاج عمر الجندي من جمهورية مصر العربية، قدم من مدينة الإسكندرية مع زوجته وابنه ذي الأشهر المعدودة، يقول عن لبس الكمامة: “يجب على المسلم الاحتياط والوقاية، وهذا ما أوصى به الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم”، وأضاف أن درهم وقاية خير من قنطار علاج. وعلل الجندي لبسه هو وزوجته الكمامة بقدوم معتمرين وحجاج من مناطق موبوءة بإنفلونزا الخنازير، ما يشكل خطرا عليهم. وطالب الجندي جميع فقهاء المسلمين بإصدار فتوى إلزامية للكمامة كوقاية وحماية لهم من مرض إنفلونزا الخنازير. المطوف الصامت وتحدث طالب العبدالله، مطوف في إحدى حملات الحج، قائلا: “لبس الكمامة سبب لي حاجزا وقيدني عن قراءة الأدعية بصوت عال لكي يستمع إليه الذين يطوفون معي، وهي المرة الأولى التي أصمت فيها عن قراءة الأدعية أثناء الطواف حول الكعبة وعند السعي بين الصفا والمروة”. ويضيف: “طلبت من الذين يطوفون معي ذكر الله كثيرا وتسبيحه وحمده والاستغفار وشكره على نعمه، وطلب النجاة وقضاء الحوائج والدعاء والاستغاثة والاستعانة بالله، والصلاة على رسوله وآله، فذلك فيه الثواب الكثير وتكفي عن الأدعية التي كنت أقرؤها أثناء الطواف”، مشيرا إلى أن الإنسان يجب عليه أن يحذر ولا يلقي بنفسه إلى التهلكة. الاحتياط واجب وأشار أحمد عبد الرحمن القحطاني إلى أن الأرقام التي تنشر في وسائل الإعلام، والتحذيرات، تجبر على ارتداء الكمامة، ليس فقط في الحج بل في الأماكن المزدحمة بشكل عام، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الاحتياط واجب، وعلى الإنسان أن يحتاط ويحضر معه الأدوية اللازمة، ولا يحتك بالمعتمرين والحجاج كي لا يصاب بالمرض. أما صديقه ماجد الهاجري، فقد جاء عدة مرات لمكة المكرمة، لكنها المرة الوحيدة التي يرتدي فيها كمامة، وذلك خشية الإصابة بالمرض. موت قرب الحرم ويثير أحد الحجاج (محمد إسحاق) باكستاني الجنسية، الاستغراب بمخالفته الجميع برأيه، قائلا: “لن أرتدي الكمامة، وما يجري علي فهو مما كتبه الله علي”، وأضاف: “إن كان موتي كتبه الله على يد هذا المرض الخبيث، فأنا مسلم لأمر الله العلي القدير”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يتمنى الموت في الحرم الشريف، وهذه أمنية له منذ صغره، حيث يسأل الله أن يكون آخر عمره عند الكعبة المشرفة.