تواصلت أمس الفعاليات العلمية للندوة الدولية عن إدارة الكوارث، التي تنظمها المديرية العامة للدفاع المدني، حيث شهدت الجلسات العلمية حراكا علميا تم خلاله استعراض الكثير من أوراق العمل المتميزة. وكشف الدكتور عبدالحق أميري رئيس المكتب الإقليمي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا في ورقه عمل بعنوان (الآثار الناجمة عن الكوارث وسبل معالجتها) قدمها في الجلسة السابعة، أن هناك 27 قطرا معرضة للكوارث في العالم، مشيرا إلى أنه وخلال الأسبوعين الماضيين واجهنا كارثة، وهو إعصار سومطرة وما حدث فيه من آثار إنسانية تتفاقم وتزداد حدة يوما بعد يوم. وتحدث الدكتور محمد بن عتيق الدوسري من معهد بحوث النفط والصناعات البتروكيميائية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في ورقة عمل بعنوان (المواد الكيميائية.. أخطارها وإدارة كوارثها)، وقال: “إن الأرض بيئات متناغمة مع بعضها البعض، لكن الإنسان بجهله أخل بهذا التناغم بما أوجده من تسرب من غازات أو حرائق أو نكبات أو حروب متوالية”. مشيرا إلى أنه يوجد ألفا مادة كيميائية تدخل السوق، يتعامل معها الناس من دون معرفة خطرها. وأوصى الباحث بإعداد قاعدة بيانية عن المواد الكيميائية وكيفية الوصول إلى هذه البيانات عند لزوم الخطر، ونشر الوعي الثقافي عبر وسائل الإعلام والنشر، وتفعيل القوانين وفرض غرامات، وتشكيل فرق خاصة لمتابعة الحرائق التي تنتج من هذه المواد، واستحداث منهج دراسي ليشمل تلك المواد، وتشكيل لجنة علمية استشارية لوضع خطط للتعامل مع هذه المواد. من جانبه، أشار الدكتور طه بن عثمان الفراء بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إلى أن هناك من يعد الاعتداء على البيئة ضربا من ضروب الإجرام، لافتا إلى أن الجرائم بوجه عام تمثل علاقة ضارة أو آثمة بين طرفين أو أكثر يمكن تحديدها، إلا أن جرائم البيئة يتعذر فيها هذا التحديد، وهذا ما يدعو بعض الباحثين إلى وصف هذه الجرائم بالإجرام الخفي أو الإرهاب الصامت. وقال الفراء في ورقة العمل بعنوان (أخطار كوارث تلوث البيئة وكيفية التصدي لها): “إن عملية الاعتداء على البيئة تتسم بالخطر العاجل والضرر الآجل، ويتمثل هذا الاعتداء في أشكال عدة، لعل من أهمها التلوث البيئي الذي درج على اعتباره في عداد الكوارث التي باتت تخبط خبط عشواء فتهلك الحرث والنسل”. كما أكد الباحث خالد بن الشريف زامل آل زيد، بالهيئة العامة للطيران المدني، في ورقة علمية بعنوان (حوادث وكوارث الطائرات بالمطار)، أن الهيئة العامة للطيران المدني تنظم قطاع النقل الجوي وتراقبه وتطوره وتنشطه وتطبق السياسات العامة للنقل الجوي في السعودية. وقال: “إن أنواع حوادث الطائرات تقسم إلى أنواع عدة، كما أن القواعد التقنية العامة لمكافحة حرائق الطائرات؛ تقول بأن لكل نوع من أنواع الحرائق طريقة تقنية وأسلوبا يتم به تعامل رجال الإطفاء والإنقاذ، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك قواعد عامة أساسية يعمل بها عند مواجهة أي نوع من أنواع الحرائق. من جانب آخر، طالب اللواء الدكتور متقاعد مساعد بن منشط اللحياني في مداخلة له بإنشاء كرسي لدراسات وبحوث الكوارث يموّله الأشخاص المقتدرون ويكون تحت مظلة الجامعات السعودية. وقال الدكتور أحمد علي موسى حسن عميد كلية السلامة الأوتوماتيكية في كلية برمنجهام في بريطانيا في ورقة عمل بعنوان (حوادث الطرق.. الخفايا الكوارثية): “إن أعداد الحوادث القاتلة في السعودية باتت في ازدياد رهيب وفقا للإحصاءات الأخيرة”، مشيرا إلى أن السعودية تزيد أربعة أضعاف في عدد الحوادث عن بريطانيا، وذكر أن حوادث السيارات أكثر خطرا وموتا من حوادث الطائرات، وذكر أيضا ازدياد حوادث الطرق في السعودية خلال السنوات العشر الماضية، بينما قلَّت الحوادث في بريطانيا، وطالب بأن يكون هناك تطوير ورفع جودة الإسعاف والتدخل السريع لحوادث الطريق؛ للتقليل من حوادث الطرق. وتحدث الدكتور المهندس محمد نبيل محمد غنيم أستاذ بقسم الهندسة المعمارية كلية الهندسة بجامعة القاهرة في ورقته بعنوان (الاتجاهات الحديثة في تصميم وإنتاج المباني المؤقتة والمنشآت الخفيفة وتطبيقاتها في حالات الإيواء بعد الكوارث)، وقال: “إن من التوابع المعتادة لأي كارثة طبيعية أو صناعية حدوث تشريد لعدد من متضرري هذه الكارثة، وهنا تظهر حاجة ملحة إلى توفير مأوى عاجل لهؤلاء المشردين، وتزداد الأزمة تفاقما إن لم تتوافر مبانٍ قائمة يمكنها استيعاب كم المشردين، خاصة في حالات الكوارث الضخمة التي قد تقضي على مباني قرى أو مدن بأكملها. وتحدث الفريق الدكتور عباس محمود أبوشامة رئيس قسم العلوم الشرطية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في ورقته بعنوان (أسلحة الدمار الشامل)، وقال: “إن هذه الأسلحة شهدت تطورا رهيبا وزادت إمكاناتها التدميرية، وقدراتها في الفتك بالكائنات الحية، كما زاد عدد الدول المنتجة لها، وتطورت أساليب استخدامها، والمعدات المستخدمة في إطلاقها أو قذفها. وتحدث الدكتور فيحان بن دعيج بن عياد العتيبي رئيس قسم أنظمة وأمن الاتصالات بالإدارة العامة للاتصالات بوزارة الداخلية في ورقته، التي كانت بعنوان (منظومة اتصالات متطورة وآمنة لدعم خطط إدارة الكوارث)، وقال: “إن معظم الدول تحرص على إعداد خطط مدروسة لمواجهة أحداث ومخاطر متوقعة وإدارتها بطريقة علمية وحديثة وتهيئة جميع إمكانات الدولة لتنفيذ تلك الخطط على أكمل وجه لتحقيق أعلى درجات النجاح في التقليل من الخسائر السيادية والبشرية والمادية أثناء حدوث تلك الكوارث”. وقدم العتيبي تصورا متطورا لمنظومة اتصالات متكاملة وحديثة تشمل شبكات اتصالات سلكية ولاسلكية لتمرير الاتصالات بين نقاط ومراكز وغرف العمليات والميدان لمتابعة الأوضاع والتحكم في جميع مناطق السعودية. هذا إلى جانب سهولة تشكيل مجموعات اتصال لتنفيذ مهام ميدانية محددة، مع إنشاء شبكات اتصالات لاسلكية رقمية لنقل المعلومات والأوامر من وإلى الميدان، بحيث تشتمل على شبكات ربط باستخدام ألياف بصرية واتصال عبر الأقمار الصناعية وشبكات لاسلكية سريعة البناء Adhoc networks؛ لتحقق جميع هذه الحلول اعتمادية ووفرة وموثوقية عالية، إضافة إلى تبني أنظمة تشفير وطنية عالية الأمان؛ لتحقيق سرية ومناعة هذه المنظومة ضد الاختراق والتصنت. من جهة أخرى، عرض اللواء جاسم علي المنصوري من الكويت فيلما وثائقيا عن كارثة حريق خيمة أفراح الجهراء في الكويت. وتختتم الندوة أعمالها اليوم بإعلان التوصيات برئاسة الفريق سعد التويجري المدير العام للدفاع المدني.