تتجه الأنظار عند ال3.30 من فجر غد إلى ملعب دي أريتو بمدينة روساريو، الذي يسع 40 ألف متفرج، عندما يستضيف المنتخب الأرجنتيني الأول لكرة القدم نظيره البرازيلي في الجولة ال15 من تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم العام المقبل. واختار دييجو مارادونا مدرب الأرجنتين ملعب المباراة بنفسه؛ بسبب قرب مدرجاته من أرضية الملعب وعدم وجود مضمار فاصل عن الأرضية، لزيادة الضغط على لاعبي البرازيل وإعطاء دفعة معنوية للاعبي فريقه؛ بسبب مؤازرة الحضور لمنتخبهم. ويحتل المنتخب الأرجنتيني المركز الرابع آخر المراكز المؤهلة مباشرة لكأس العالم برصيد 22 نقطة، متخلفا بفارق خمس نقاط عن البرازيل المتصدرة، قبل ثلاث جولات من إسدال الستار على تصفيات القارة. ويحتاج المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز؛ نظرا إلى صعوبة مواجهاته المقبلة عندما يحل ضيفا على باراجواي وأورجواي ويلعب على أرضه أمام البيرو، بينما تبدو حظوظ منتخب (السيلساو) في الترشح كبيرة؛ لعدم وجود لقاءات قوية بعد مباراة الأرجنتين، حيث يستضيف تشيلي وفنزويلا، ويحل ضيفا على بوليفيا. ويواجه مارادونا صعوبة كبيرة؛ نظرا إلى غياب مدافعه مارتين ديميكيلس لاعب بايرن ميونيخ، واستبيان كامبياسو لاعب وسط إنتر ميلان؛ بسبب الإصابة واتخذ قرارا غريبا باستدعاء الهداف مارتين باليرمو (35 عاما)، وعلى الجهة الأخرى فإن المعضلة الوحيدة التي قد تواجه دونجا تتمثل في مركز الظهير الأيسر؛ بسبب شح المواهب المحلية ما جعله يستدعي فيلبي لويس من ديبورتيفو لاكرونيا الإسباني. وسيكون التنافس بين اللاعبين داخل أرضية الميدان كبيرا؛ نظرا إلى وجود لاعبين من البرازيل والأرجنتين في فريق واحد، مثل تيفيز وروبينيو في مانشستر سيتي، وجاجو وكاكا في ريال مدريد، وألفيس وميسي مع برشلونة. وبخلاف الإثارة الكبيرة التي تشهدها لقاءات الأرجنتين والبرازيل، فإن المواجهة مرتقبة بين مدربي الفريقين، بعد تصريحاتهما الأخيرة، وفتح دييجو مارادونا باب التحدي على مصراعيه بعدما قال: "البرازيل تحت الضغط ولن نواجه صعوبة كبيرة في تجاوزه وحصد النقاط الثلاث". ما جعل دونجا مضطرا للرد على استفزازات الأول بقوله: "أساليب التصريحات والتحديات قبل المواجهة سمة عُرف بها الأرجنتينيون، لكني أتعامل مع لاعبيّ بشكل مغاير، ولا أركز سوى على الرسم التكتيكي الذي يجعل فريقي قادرا على التحرك بشكل مثالي داخل أرضية الميدان". وأسكت دونجا منتقديه في البرازيل مرتين متتاليتين عندما تمكّن من حصد بطولة كوبا أمريكا 2008، بفوزه على الأرجنتين 3 / 0 ومن ثم ربح لقب كأس القارات التي أقيمت أخيرا بعد فوزه على أمريكا 3 / 2، وعلى الجهة الأخرى لم يقنع مارادونا جماهير الأرجنتين بعد أن سقط بنتيجة مذلة أمام بوليفيا 0 / 6، إلا أن النتائج تحسنت لاحقا بفوزه في لقاءين وديين أمام فرنسا وروسيا.