في الوقت الذي تعاني فيه محافظة الطائف أزمة مياه حادة خلال الصيف كل عام، طالب عدد من سكان المحافظة (حقوق الإنسان) بالتدخل العاجل لحل الأزمة، ومنع (الجشعين) من تأجيجها؛ بحسب ما أسموه افتعالا للأزمة، التي شهدت في الآونة الأخيرة زيارتين متتاليتين من قِبل المهندس عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء، داخل صالات أشياب المحافظة، ووقف بنفسه عليها واستمع للأهالي، وفي كل مرة يعدهم بحل الأزمة. وشهدت جميع صالات أشياب المحافظة زحاما شديدا، أمس، نتج منه تدافع كبير بطوابير الانتظار بأشياب الحوية؛ ما اضطر بعض الشباب إلى التسلق على أكتاف كبار السن للوصول من أعلى إلى الشبابيك المخصصة لقص كوبونات بيع وايتات المياه، في صورة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية بسبب هذه الأزمة، في ظل غياب الجهات المُنظمة لحالات التدافع على أشياب المياه. وذكر أحمد الغبيوي وسليمان عبيد العتيبي، أن الزحام الشديد في طوابير الانتظار ساعات طويلة أدى إلى حدوث كثير من حالات الإغماء والسقوط لكبار السن؛ ما دفع أغلبية الشباب إلى مواصلة السير غير مبالين بإعانة هؤلاء العجزة والمسنين، معللين ذلك بعدم وجود تنظيم، وأنه في حالة خروج المواطن من قائمة الانتظار الطويلة سيعود بالتأكيد الى آخر الطابور، ويستدعي ذلك انتظاره لما يقارب عشرين ساعة من جديد لحين وصوله للشبابيك والفوز بوايت ماء. وأكدوا أنه خلال وجودهم بصالة أشياب الحوية، من الساعة السادسة صباحا حتى المغرب، انهار سقف الغرفة التي كانت تظلهم من لهيب الشمس الحارقة؛ بسبب التدافع من قِبل المواطنين والأجانب للظفر بصهريج ماء. ولجأ الكثير من كبار السن لافتراش ساحات الأشياب الخارجية، والنوم بها من شدة الإعياء وطول الانتظار، ليأخذوا قسطا من الراحة ومن ثم يعاودون التدافع للفوز بوايت ماء ينقذون به الأطفال والنساء في المنازل، الذين حرصوا على الحضور أمام دورات مياه المساجد بالمحافظة لقضاء حاجاتهم وللغسل والوضوء. ومن جانب آخر أفصح عدد من سائقي صهاريح المياه للمرة الأولى، رفضوا ذكر أسمائهم، أنهم يتمنّون استمرار الأزمة؛ لأنها ساعدتهم على رفع الأسعار وحققوا من خلالها مردودا ماليا ضخما، حيث تراوحت أسعار الوايت الواحد في ذروة أزمة المياه ما بين 500 إلى 600 ريال ضعف قيمة الوايت الفعلية.