.. وكعاداتنا التي لا تنتهي، ما إن نبدع في مباراة وأخرى أو يبدع لاعب في ثلاث أو أربع مباريات وفي موسم كامل حتى نشعل الدنيا بالمدح والإطراء غير المبرر لهذا الفريق أو لهذا اللاعب، بقولنا في مجالسنا أو جلساتنا وفي صحفنا أو في الفضاء إننا الأفضل على المستويين الخليجي والعربي وربما بالغ أحدهم وقال: نحن الأفضل على المستوى الدولي. ولنا في هذا الكثير من الحالات المماثلة، ولو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر مشاركتنا بكأس آسيا 2007، وبعد أن تعادلنا مع كوريا الجنوبية رابعة العالم وفزنا على البحرين وإندونيسيا المضيفة وتجاوزنا المنتخب الأوزبكي العنيد والقوي وقتها الذي ساعدنا فيه الحظ، والكل يعلم كم هدفا محققا لهم عاد من القائم أو من العارضة، وفوزنا القوي على المنتخب الياباني الأقوى في القارة الصفراء حتى أشعلنا الدنيا ولم نطفئها بالمديح والثناء على منتخبنا البطل المتوج بكأس آسيا 2007 ورابع إنجاز لنا على المستوى القاري وفرحنا وطربنا بفوز منتخبنا بالبطولة ونسينا أو تناسينا أن هناك مباراة نهائية ستجمعنا ببطل الرافدين المنتخب العراقي الجريح لتأتي الضربة القاسية منه وينتزع كأس البطولة بالفوز الصريح المستحق. هذا حالنا في الماضي القريب. وبالأمس تأهلت أربعة فرق سعودية إلى الدور الثاني من البطولة الآسيوية لأبطال الدوري و نرجع لعادتنا وهي أننا الأفضل على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي حتى أننا وضعنا نجوم تلك الفرق الأربعة نجوما فوق العادة وتغنينا بهم ولهم وطربنا للعبهم وفنهم وكأننا وصلنا بفرقنا الأربعة إلى الدور النهائي ليكون طرفا البطولة فريقين سعوديين. يا سادة يا كرام قلنا ونقول: لا نعط فرقنا ولاعبينا أكبر من الحجم الذي وصلوا إليه، بل يجب علينا أن نعطي كل ذي حق حقه لا نبالغ ولا نجامل. الكل يعلم أن الاتفاق هذا الموسم لم يقدم المستوى المرجو من فارس الدهناء لا داخليا ولا خارجيا، وأقصد بذلك مباريات الاتفاق خارج الدمام في الاستحقاقات الخارجية والداخلية ووضع الاتفاق في الدوري لهذا الموسم والادلة على ذلك كثيرة. الهلال ليس بأحسن حالا من الاتفاق. والهلال منذ خروج كوزمين (مطرودا) وهو من تخبط إلى تخبط والدليل مساعد كوزمين ثم لكينز ثم الحسيني في فترة لا تتجاوز الشهر، ومع ذلك نسمع ونقرأ المدح والثناء على فريق متهالك إلى أن قضى على مجاملتنا أم صلال القطري. وربما كان الشباب والاتحاد الأفضل بين فرقنا الأربعة (والحمد لله) أنهما تقابلا في مباراة واحدة وإلا لربما خسرنا ممثلينا الأربعة في دور واحد والبركة في مجاملتنا المغرورة والإطراء على أنصاف فرق تلعب نصف لعب كرة القدم في الأندية الأخرى العربية الإفريقية والأوروبية حتى صدق المشرفون على تلك الفرق واللاعبين أنهم وصلوا إلى نهائي البطولة وهم في أول الطريق. أعزائي في هذه الأيام المنتخب السعودي يستعد لمواجهة الكوريتين الجنوبية والشمالية أتمنى من كل قلبي ألا نستعجل في تأهلنا إلى كأس العالم بعد فوزنا على إيران والإمارات في الفترة السابقة ونذهب بأقلامنا وأفكارنا وتصريحاتنا الفضائية إلى أننا تأهلنا لكأس العالم و (نسمم) أفكار لاعبينا وهم في أهم مرحلة من هذه التصفيات. فهذا وقت العقلانية في الطرح دون مجاملة أو إطراء ليس في محله. ودمتم.