أن تشاهد يوما سيارة طبع على بابها الأيمن شعار أحد أجهزتنا الحكومية تعبر أمامك بأحد شوارعنا المتجعدة دون مبالاة بحفرة ولا اكتراث لمطب صناعي، فلا تمطّ حاجبيك عاليا؛ فالأمر بسيط: حلال حكومة.. عندما يقذفك حظك الجميل بأحد المنتزهات لترى مجموعة من الأطفال البريئين جدا يقومون بخنق الأشجار البريئة جدا قبل أن يصرخ والدهم من بعيد وهو يحتسي (بيالة) شاهي: بس ياولد..! و(بس ياولد) هي الفعل الأشد حزما الذي يستطيع فعله لردع أولاده العابثين ب: حلال الحكومة. حينما يحدثك صديقك المعلم عن طلابه الذين يمارسون حفر طاولاتهم بأقلامهم أو تسطير كل الكلمات التي يمكن تخيلها عليها، وتمزيق كتبهم إربا خلال ونهاية كل عام، فلا تبتئس لأن هؤلاء قد غرست بهم ثقافة العبث بما لم يدفعوا به قرشا واحدا فأصبح حلالا عليهم مادام: حلال حكومة. مئات الجدران.. عشرات المرافق وتفاصيل المدن التي تطولها تلك الأيدي اللامسؤولة التي لم تفهم حتى الآن أن الأمر ببساطة كالتالي: المجتمع السليم بالفرد السليم.