ترتسم في محيا كثيرين علامات الاستفهام والتعجب عن ماهية أسباب تأخر بعض الأجهزة الحكومية في تحويل (الأوراق) التي تحمل في طياتها أعمالا نفعية لمشاريع ملموسة على أرض الواقع. والأمثلة في ذلك عديدة من ضمنها مسابقة معرض المعالم والمجسمات الجمالية الذي نظمته أمانة المنطقة الشرقية في إبريل 2007م من أجل اختيار عدد من الأعمال لإنشاء معالم ومجسمات لركزها في ميادين ومرافق عامة في مدن المنطقة ومحافظاتها رغم أن (الأمانة) رصدت زهاء نصف مليون ريال بوصفها مجموع الجوائز المقدمة للأعمال الفنية. “شمس” وقفت على مجريات هذا الموضوع وبحثت فيه مع الجهات ذات العلاقة مصير الأعمال الفنية المقدمة من جهة والميادين والمرافق الحيوية التي تنتظر أن تزدان بالمعالم والمجسمات الجمالية من جهة أخرى. 132 عملا فنيا في البداية أُعلن عن الحدث بوصفه معرض معالم وميادين حاضرة الدمام مسابقة تصميم (المجسمات الجمالية) بمقر مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بالخبر، وبلغ مجموع الأعمال الفنية المعروضة آنذاك 132 عملا بمشاركة خمس دول في طليعتها السعودية ومصر وسورية والكويت وألمانيا مصنفة وفق ثلاث فئات: (أ/ ب/ج)، وصادقت أمانة المنطقة الشرقية على تأليف لجنة فنية متخصصة تتولى تقويم الأعمال والمشاركات في المسابقة والنتائج. 400 ألف.. جوائز تم خلال مسابقة المعرض تخصيص جوائز نقدية مجموعها أكثر من 400 ألف ريال لأصحاب التصاميم الفائزة من كل فئة؛ ففي الفئة (أ) يحصل الفائز بالمركز الأول على 250 ألف ريال والمركز الثاني 50 ألفا والمركز الثالث 30 ألفا، في حين يفوز أصحاب التصاميم الستة الأولى في مجسمات الفئة (ب) بمبلغ 30 ألف ريال وباقي المراكز تحصل على 20 ألف ريال لكل فائز، وبالنسبة لمجسمات الفئة (د) فالجائزة المخصصة لأول عشرة تصاميم هي: 15 ألف ريال، بينما تخصص جائزة للعشرة تصاميم التالية قدرها عشرة آلاف ريال. معلم رئيس للشرقية من جهته كشف ل”شمس” المهندس ضيف الله العتيبي الأمين العام لأمانة المنطقة الشرقية أن الفكرة الأساسية للمسابقة والمعرض كانت لأجل البحث عن معلم رئيس للمنطقة الشرقية وتبلورت حتى جرى الإعلان عن فتح المجال أمام المبدعين والفنانين والمصممين والمهندسين لعرض مجسماتهم الجمالية. وأضاف: “الشرقية لا يوجد فيها معلم رئيس حتى الآن، ولذلك نبعت فكرة عمل هذا المعرض وسيتم فيه اختيار 32 معلما في مدن الدمام والخبر والقطيف، وسيراعى في ذلك التركيز على عمل يحاكي طابع وتراث المنطقة الشرقية، كما سيستفاد من باقي الأعمال الفنية في تجميل بعض المشاريع كالكباري والكورنيش وبعض المواقع الأخرى”. التشكيليون محبطون “شمس” التقت عددا من الفنانين التشكيليين المشاركين في مسابقة المعرض والبداية كانت مع عبدالعظيم الضامن الذي تساءل عن مصير الأعمال الفنية التي قدمها هو وزملاؤه الآخرون، مؤكدا أن اللجنة المنظمة استولت على 23 عملا فنيا بلا مقابل عيني أو مادي. وأضاف: “أعمالنا التي شاركنا فيها صارت في حوزة أمانة المنطقة الشرقية أو لدى المكتب الاستشاري (الجهة المنظمة) ولا نعلم حتى هذه اللحظة شيئا عنها، وأرى شخصيا أن كل فنان يجب أن يحتفظ بحقه الأدبي، وهذا كله مجهول فلم نستفد إلا من المشاركة فقط وأخذوا أعمالنا ولم يردنا فيها أي تقييم من اللجنة”. وحول عدم الاستفادة من تلك الأعمال في تحويلها إلى معالم ومجسمات جمالية في عدد من المواقع الحيوية في المدن والمحافظات قال: “المسابقة تمت على طريقة مجرد مسابقة فاز من فاز فيها كتصميم، وبعد ذلك لم يقم أي شيء ولم يتحقق الهدف من مسابقة المعرض؛ حيث كان يفترض أن يكون المعرض نواة لعمل مجسمات جمالية لمدن المنطقة”. سد خانة من جانبه قال الفنان التشكيلي عيسى آل طلاق: “نريد من الجهة المسؤولة عن مسابقة المعرض على الأقل إخبارنا عن تقييم أعمالنا الفنية، وأن يقنعونا إذا كان فيها ما يعيبها”. وأضاف: “نحن أبناء البلد وحريصون على إظهارها بأبهى صورة لا تقل عن الدول الأخرى، ولا أدري هنا هل كانت مشاركتنا من أجل سد خانة في المعرض حتى يخرج (المعرض) بعدد مشاركات كبيرة”، وأردف: “نريد الجهة المسؤولة على الأقل أن تختار عملا واحدا وتحويله إلى مجسم جمالي في أي موقع، والمواقع في البلد كثيرة جدا لأن فوز أحدنا يعد فوزا للجميع”. جانب حضاري من جانبه لفت المهندس جعفر الشايب رئيس المجلس البلدي لمحافظة القطيف إلى أن فكرة تكوين مجسمات جمالية جديرة بالاهتمام، مؤكدا أن بلدية القطيف تدعم مثل تلك الأفكار لأنها تمثل جانبا حضاريا، وأضاف: “إن بلدية القطيف تدرس إمكانية جعل المجسمات معالم في ميادين عامة في المحافظة”.