قضى حمد الدوسري المدرب الوطني القدير 16 عاما من عمره المديد في خدمة الرياضة السعودية، وبالتحديد كرة القدم، متنقلا بين منتخبات الأولمبي والشباب وبعض الأندية.. وذلك بعد أن قدم الغالي والنفيس مع ناديه القادسية في منطقة الوسط لاعبا. وفعل الشيء نفسه مدربا وسعى من أجله جاهدا ليضع بصمته. وكان له الفضل بعد الله في بزوغ الكثير من النجوم.. انتهزت "شمس" الفرصة وأجرت حوارا مطولا مع الدوسري؛ لإلقاء الضوء على بعض المواضيع ودار الحوار على النحو التالي: ما الطريقة المثلي لاكتشاف المواهب وصقلها لتكون دعامة أساسية للمنتخبات السعودية في المستقبل؟ في الماضي كنا نتابع الحواري ومن ثم المدارس، وأصبحت الحواري في الوقت الحالي لا تقدم لاعبين بالشكل المطلوب؛ لأنه لم يعد هناك ملاعب مثل السابق؛ بسبب زحف العمران. وأنا من هنا أطالب كل جهة مسؤولة بأن تقوم بإنشاء ملاعب بحيث يكون هناك ملعب في كل حي. ولا بد أن يكون هناك تعاون بين المدارس والأندية؛ لأن للأسف بعض منسوبي المدارس ينظرون إلى الأندية على أنها ضياع وسبب رئيس في سوء التحصيل العلمي، وهذا غير صحيح؛ فكم من لاعب ناجح ولم يؤثر النادي على تحصيله العلمي. هل هناك نجوم في فئة الناشئين والشباب ترى أنهم سيتركون أثرا جميلا في تاريخ الكرة السعودية؟ نعم. في الاتفاق يوجد يحيى الشهري لاعب أعتبره قمة وممتازا جدا، وثقته في نفسه عالية، وفي درجة الشباب بالقادسية يوجد لاعب استوبر لا يحضرنى اسمه حاليا، وفي الهلال يوجد عبدالعزيز الدوسري شبيه الشلهوب لو تم صقله موهبته. كيف ترى مستقبل الناشئين في القادسية؟ لا يوجد أي مستقبل؛ لأنه للأسف ليس هناك أي اهتمام بالقاعدة. وجميع المجهودات موجهة للفريق الأول فقط، ولا يوجد في درجة الناشئين أي مدرب مختص. وجميع المدربين الموجودين في الأندية إما أنهم غير مختصين أو معلمي تربية رياضية في المدارس ومساعدوهم تجدهم لم يمارسوا كرة القدم سابقا. هل وصلتك أي عروض لتدريب أحد الأندية سواء من داخل الوطن أو خارجه؟ من خارج الوطن وصلني عرض من ناد قطر القطري وطلبوا مني ال سي دي الخاص بالتدريب فقمت بإرساله، لكنهم لم يردوا.. أما من داخل الوطن، طبعا لا لحساسية الموقف بين الأندية؛ لأنه من الصعب أن تتقبل إدارة نادي الاتفاق وجودي بينهم، كذلك الحال بين النصراوي والهلالي والأهلاوي والاتحادي. ما الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ضياع القادسية؟ سبب واحد ورئيس لما يحدث للقادسية وهو دكتاتورية الياقوت التي قذفت بالنادي إلى الهاوية وبيعه المستمر نجوم الفريق؛ ما أدى إلى هبوطه إلى الدرجة الأولى خلال ثلاث سنوات. والمصير نفسه ينتظر فريق درجة الشباب، فإنه سيضيع؛ لأن الياقوت يواصل هوايته ببيع اللاعبين. وأذكر ذات مرة قدمت لهم عبدالله الزوري ظهير الهلال حاليا وبموافقة والده مقابل 50 ألف ريال، إلا أنهم أعلنوا أنه لا يستحق أكثر من عشرة آلاف ريال، وهو الآن أساسي في فريقه والمنتخب. وأعلنها وبكل صراحة أن إدارة الياقوت فاشلة بدرجة امتياز وأخطأت في حق أبناء الخبر والنادي كثيرا. ما هي أسباب التراشق الإعلامي السابق بين جاسم الياقوت وبادغيش من وجهة نظرك وأيهما الأجدر برئاسة النادي؟ الفرق بين الطرفين واضح تماما؛ لأن بادغيش يحب القادسية من أعماق قلبه ويتمنى خدمته بينما الياقوت رجل يحب كرسي الرئاسة والظهور الإعلامي. والغريب أني كنت أتوقع نجاح الياقوت من قبل بداية الترشيح، وكانت الأماني مع بادغيش وهو من كان يستحق كرسي الرئاسة في ذلك الحين. يرى بعض الاتفاقيين أن التنافس بينكما انتهى، بينما يرى البعض الآخر بأن تنافسهم مع النهضة وليس القادسية.. ما رأيك؟ بالفعل في الفترة الحالية انتهى التنافس بين القادسية والاتفاق؛ لأنه فرق كبير بين فريق يلعب في الدرجة الممتازة وفريق يقطن في الدرجة الأولى. وكما يعلم الجميع بداية التنافس كانت بين النهضة والاتفاق، لكن بعد ضياع النهضة تولت القادسية المهمة، وبعد ضياع القادسية أصبح الاتفاق غريم نفسه. هل تحول القادسية إلى أكاديمية لتفريخ النجوم؟ نعم. وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها، والأمثلة كثيرة ياسر القحطاني، كريري، الغوينم والخيبري، والقائمة تطول. دائما ما نسمعكم ترددون اسم الزامل في أي مناسبة. هل نادي القادسية لا يملك عضو شرف سوى الزامل؟ لا. بالطبع يوجد أعضاء شرف، لكن أبوصقر هو الشخص الوحيد القادر على إحضارهم إلى النادي. وعندي نقطة أود ذكرها، قرأت في جريدتكم الغراء "شمس" قبل فترة تحقيقا يتحدث عن عزوف أعضاء الشرف عن دعم الأندية، ومن ضمن المداخلات في الموضوع حديث الياقوت حول هذا الموضوع، وللأسف غالط الياقوت نفسه كثيرا. من هم النجوم الذين كان لك الفضل بعد الله في بروزهم وهل لا يزالون يتواصلون معك؟ فوزي الشهري وسعيد الودعاني الذي كان في يوم من الأيام لاعب جمباز وحولته إلى كرة القدم، ياسر القحطاني، عبدالملك الخيبري، يوسف السالم، سعود كريري، صالح الغوينم ومحمد السهلاوي وجميعهم لا يزالون متواصلين معي ولم ينسوا ما قدمته لهم، وأحذّر من بقي منهم على المستطيل الأخضر بأن يبتعد عن الغرور ورفقاء السوء. موقف لا تنساه؟ أذكر دائما الأهداف القاتلة التي تعودت على تسجليها عندما أنزل للمشاركة في ديربي القادسية والاتفاق؛ ما أغضب الجماهير الاتفاقية كثيرا. وأثناء تواجدي بالدمام في يوم من الأيام، شاهدني بعض هؤلاء المتهورين وكادوا أن يبطشوا بي، لكن الله ستر عليّ منهم وتضررت سيارتي في ذلك الموقف. كلمة أخيرة.. إلى من توجهها؟ عبدالله الهزاع رئيس النادي الحالي وأقول له النادي أمانة في عنقك وأبناء الخبر ينتظرون منك الكثير، والشكر موصول لجريدة "شمس" الموقرة التي أعتبرها رائدة وهادفة وسباقة دائما للأخبار الطازجة.