الذين يقرؤون مباراة النصر والاتحاد من زاوية الغيابات الاتحادية يغالطون الحقيقة ويبحثون عن مبررات واهية غير مقنعة؛ فالاتحاد دخل اللقاء بانسجام تام سواء بين عناصره الفنية في المستطيل الأخضر أو بين اللاعبين ومدربهم، حيث لا تقارن ظروف الفريقين من ناحية الاستقرار والحضور، ورغم أن لاعبي النصر يلعبون للمرة الأولى مع بعضهم وللمرة الأولى مع مدربهم الجديد، إلا أن باوزا تفوق في الانضباط التكتيكي على مواطنه كالديرون ووفى بوعده الذي قطعه قبل المواجهة وهو لم يمض أسبوعه الأول في المملكة. إجمالا يعد متوسط أعمار لاعبي النصر هو الأقل بين أندية الممتاز، وهذا يسجل للإدارة التي ظلت تعمل على تجديد الفريق باستمرار وفق رؤية تراعي المراحل والأهداف، ثم تأنت في اختيار جهاز فني كفء قادر على استثمار المواهب وتوظيفها كما ينبغي.. ويبدو من البوادر أنه قادر على صياغة الأحلام الصفراء وكتابتها من جديد على صفحات الواقع. الشوط الأول جاء سلبيا وكان عنوانه "خط الوسط"، امتلك فيه النصر الكرة كثيرا دون خطورة ملحوظة نتيجة بقاء ربيع وحيدا في المقدمة، أما الشوط الثاني (شوط المدربين)؛ فقد تجلى فيه العالمي روحا وأداء وأضاع لاعبوه فرصا مؤكدة قبل أن يحسم إلتون التأهل في الدقائق الأخيرة كانتصار مستحق وساحق. ربما يتحدث كثيرون عن مواصلة كالديرون لأخطائه في مراكز اللاعبين وتبديلاته، لكن للحقيقة وجها آخر لا يحمل سوى ملامح النصر العالمي الذي أعاد للمدرجات رونقها وللكرة متعتها. نعم.. غاب نور وكريري والنمري وتكر وأبو شروان، لكن النصر رغم غياباته أحرج الاتحاد بوجود هؤلاء حينما لعب معه في جدة ولم يخسر إلا بضربة جزاء مشكوك فيها. مبروك لإدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن والأميرفيصلبنتركيورجلالمراحلالصعبة طلال الرشيد والمتألق بصمت سلمان القريني، ومبروك لمؤسس النصر الجديد الأمير وليد بن بدر ولأعضاء الشرف الفعليين أمثال محمد بن منصور بن جلوي وعمران العمران وسامي الطويل وبقية العالميين الذين يفكرون بماذا يعطون النصر لا ماذا يأخذون منه. أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه النصراويون هو أن يطمئنوا إلى أنهم ضمنوا المحافظة على اللقب؛ فأمامهم مباراة كاملة صعبة وتحتاج إلى جهود كبيرة. باستطاعة جماهير النصر أن تزف فريقها إلى الكأس إذا ما تعاهدت على الحضور كعادتها؛ لأن امتلاء الملعب بجماهير الشمس كفيل بإذن اللّه ببقاء الكأس في مكانها. عادت الحركات الغبية للظهور مساء البارحة بشكل مخجل يشوه مسابقاتنا الرياضية أمام العالم، وبودي انتقاد هؤلاء الفارغين من عشاق الاستعراض الأبله.. ولكن كيف ننتقد مشجعا ساذجا وقع ضحية إغراءات سطحية وكثير من الإعلاميين لا يزالون يمتدحون ظرافة (عاشق الفلاشات) ويعتبرونه من منسوبي الصحافة ويتقبلون ملاحقته المرضية للكاميرا على أنها نوع من خفة الظل!