تشهد س وق الذهﺐ المحلية تجارة رائجة هذه الأيام اتفق على تسميتها مجازا ب "تجارة" الشنطة تختلف كليا عن مثيلاتها المرتبطة في مفهومنا حول تجارة الشنطة؛ فهذه التجارة يخوض غمارها شباب مازالوا في مقتبل العمر يسعون من خلالها إلى وجود ﺃماكن لهم في سوق يبلغ حجم الاستثمار فيها نحو ثلاثة مليارات دولار بحثا عن تحقيق ﺃرباح قد تفوق التجارة في مثيلاتها بجهد، ﺃقل لكن في المقابل بتركيز، ﺃكبر وهو ما دفع مجلس الذهﺐ العالمي إلى بحث آلية يمكن من خلالها إيجاد "صندوق ﺃسهم الذهﺐ" السعودي كحلم يمكن ﺃن يكون واقعا إذا وجد المجلس التسهيلات اللازمة لتدشينه؛ ومن ثم إضافة سلة استثمارية جديدة ﺃمام العرض النقدي المتزايد في السعودية. وللوقوف على بعض حقائق هذه السوق نفذت "" شمس التحقيق: التالي خالد الدوسري موظف متقاعد دخله الشهري لا يتجاوز 4500 ريال لديه ﺃسرة، يعولها: يقول "الحمد ﷲ ﺃنني ﺃملك بيتا يؤويني ﺃنا وﺃسرتي والذي ساعدني كثيرا على تأمين متطلبات، الحياة ولكن مع ارتفاع الأسعار لم يعد راتبي التقاعدي يكفي للتغلﺐ على مصاعﺐ الحياة؛ فلجأت بالصدفة وبمساعدة ابنتي التي تتابع ﺃسعار الذهﺐ العالمية على الإنترنت لتبلغني متى يكون الارتفاع والانخفاض في ﺃسعار الذهﺐ، العالمية وقد استفدت من ذلك كثيرا بعد ﺃن ﺃرهقتني الأسهم بخسائرها" الفادحة. خالد يعتبر نموذجا حيا للسعوديين الباحثين عن مصدر دخل، آخر حيث ﺃكد ل "" شمس ﺃنه ﺃصبح يمتهن تجارة بيع وشراء الذهﺐ، المستعمل حيث يتجه لمحال الذهﺐ ويشتري السبائك ﺃو الذهﺐ المعروف باسم "المشغول" الحجازي والذي لا يفقد الكثير من قيمته ﺃثناء بيعه كمستعمل ثم يعيد بيعه مرة ﺃخرى حسﺐ الأسعار المطروحة في السوق. وقد ﺃوضح تركي الهزاني مدير ﺃحد معارض الرميزان للذهﺐ والمجوهرات ﺃن حجم مبيعات الذهﺐ ارتفع بنسبة 14 في المئة عنه في العام الماضي رغم ارتفاع الأسعار. وﺃبان الهزاني ﺃنه على الرغم من تصريحات مجلس الذهﺐ العالمي بأن مشتريات الذهﺐ في السعودية تراجعت بنسبة 15.5 في، المئة ما يعادل نحو 35.9 طن في ربيع الآخر الماضي بفعل الأسعار المرتفعة والمتقلبة، للسبائك إلا ﺃن قيمة المبيعات ارتفعت بنسبة 14 في المئة لتصل إلى 4.84 مليار ريال في الربع الثاني بسبﺐ ﺃزمة الرهن العقاري والتضخم الحالي في الأسعار. وﺃضاف الهزاني ﺃنه لاحظ تردد الكثير من الشبان والشابات وبعض كبار السن على محال الذهﺐ للشراء في وقت انخفاض الأسعار وعودتهم مرة ﺃخرى للبيع عند ارتفاع الأسعار مستفيدين من التذبذب الكبير الذي يحصل في ﺃسعار، الذهﺐ وﺃك د ﺃنه ﺃصبح يملك زبائن وكانت إجابة الهزاني حول سؤال "ش م" س: هل تكبده هذه العملية خسائر بسبﺐ الشراء من الزبائن وقت ارتفاع، الأسعار: قال "على العكس تماما فوقت ارتفاع الأسعار نحتاج إلى الذهﺐ المستعمل الذي يسمى في عرف السوق ب" "المكسور لنقوم بعملية التعويض. وعن ﺃسعار الذهﺐ ﺃكد الهزاني ﺃنه خ لال ه ذا العام م رت ﺃسعار الذهﺐ بتذبذبات؛ فقد كان البيع في بداية العام يتراوح بين 100 و 120 ريالا للجرام حتى ﺃغسطس الماضي الذي بدﺃت فيه الأسعار بالنزول التدريجي والاستقرار، نسبيا حيث تذبذبت الأسعار قبل رمضان الماضي بين 100 09 و ريالا، للجرام وفي الذهﺐ المكسور 81 ريالا، تقريبا ومع بداية رمضان بدﺃت الأسعار مرة ﺃخرى بارتفاع بسبﺐ ﺃزمة البنوك الأمريكية. من، جانبه ﺃوضح وليد الهمامي ﺃحد الباعة في معارض الذهﺐ والمجوهرات ﺃن حجم الطلﺐ ارتفع بشكل كبير خلال فترة الإجازة، الصيفية بحيث وصل حجم المبيعات اليومي إلى ﺃكثر من 300 ﺃلف ريال، تقريبا ويتراوح في بعض الأيام بين 80 و 120 ﺃلف ري ال حيث تعتبر الإجازة الصيفية موسما لإقبال الكثير من العرسان الجدد على الذهﺐ و المجوهرات المختلفة. وﺃوضح الهمامي ﺃن زبائنه متعددو الجنسيات وه ن اك إق ب ال كبير من جنسيات شرق آسيا الذين يأتون في المرتبة الثانية بعد السعوديين على ا لطلﺐ و تليهم ا لجنسيا ت ا لعر بية والجنسيات الغربية المختلفة. ونصح الهمامي المهتمين بشراء الذهﺐ بغرض بيعه في ﺃوقات ارتفاع الأسعار بالبحث عن السبائك و المشغول الحجازي اللذين لا يفقدان قيمتهما كثيرا ﺃثناء بيعهما كذهﺐ، مكسور: وقال "يوجد الكثير من الشبان والشابات الذين ﺃصبحنا نطلق عليهم تجار الشنطة يقبلون على الشراء وقت انخفاض الذهﺐ ويعودون إلينا مرة ﺃخرى وقت ارتفاع الأسعار لبيع ما بحوزتهم والاستفادة من الفروقات السعرية. بمعنى آخر ﺃصبحت هناك بورصة خفية" للذهﺐ. خاصين في هذا المجال.