يضع العديد من الأشخاص أيديهم على قلوبهم، عند الذهاب إلى معالج شعبي، وهناك يكونون تحت رحمة «مواد عشبية وأدوات بدائية»، في وضعية علاجية تتقاذفها حالات الخلط بين العلاج الشعبي كموروث علمي وتجارب متوارثة، مع الشعوذة والدخلاء على المهنة الذين يدعون المعرفة فيسيئون إليها. إحدى مراجعات المعالجات الشعبيات في مكة، تدعى أم مشهور، تؤكد أنها تشاهد زحاما على المعالجات، وأوضحت: «المشكلة كل راسها زيت زيتون وكم عشبة، وتشخص حالات وتتفنن في الوصفات»، رغم أن بعضها له أضرار جسيمة على صحة الإنسان. أم مشهور ذكرت: «في إحدى المرات ذهبت إلى إحدى الطبيبات الشعبيات، فوجدت النساء يصطففن طوابير، والمستغرب أنهن جامعيات ومعلمات ومتعلمات أتين عند العجوز، وأفادتني المعالجة الشعبية بأن الكشف ب100 ريال»، مشيرة إلى معالجتها النساء والعقم والأطفال والعين وغيرها من الأمراض العضوية والنفسية، بينما العلاج يصل إلى 2000 ريال لمدة شهرين والثالث مجانا، فقلت لها: «وإذا لم يفد العلاج»، فردت: «اسألي عني»! الباحث الصحي والاجتماعي بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكةالمكرمة جمعة الخياط، أكد أن 80 % من المعالجين الشعبيين لا يفقهون شيئا في أصول «العلاج الشعبي» في الوقت الحاضر، وقال: «عندما نتجول في العديد من محال العطارة، نفاجأ بخلطات وأعشاب للتداوي من مرض السكري أو الضغط أو التخسيس وغيرها من الأمراض، ففي هذه الحالة يكون المستهلك هو الضحية؛ بسبب غياب الرقابة عن مثل هذه المحال، وكذلك قلة التوعية والجهل بخطورة تلك الأعشاب والوصفات غير المقننة والعشوائية التي تضر بصحة الإنسان»، مشيرا إلى أن الطب الشعبي لا يزال يمارس بشكل عشوائي وبطريقة مبتذلة للكسب المادي السريع ولاستغلال تطلع المريض للشفاء من قبل تجار الأعشاب؛ ما أوقع هؤلاء المرضى تحت طائلة التعرض للخداع والاستغلال من المحتالين.