طالب عدد من سكان مكةالمكرمة أمانة العاصمة المقدسة بتكثيف جولاتها على محال العطارة ومصادرة المخاليط العشبية ذات الأسماء والأشكال الغريبة التي لا يعرف مصدرها وتباع على أنها علاجات للتداوي من أمراض عديدة أو استخدامها في التجميل أو التخسيس، الأمر الذي ينعكس سلبا على صحة الإنسان. وقال كل من عبدالعزيز ساعاتي وياسر خلف وآخرون ل«شمس» إن المتجول في تلك المحال يفاجأ بخلطات وأعشاب للتداوي من أمراض مزمنة كالسكري والضغط وغيرهما، وهو أمر خطير جدا يروح ضحيته المستهلك بسبب غياب الرقابة وقلة التوعية والجهل بخطورة تلك الأعشاب والوصفات غير المقننة، مشيرين إلى أن الطب الشعبي له أصوله ووصفاته المجربة والمأمونة وليس كما نرى من عشوائية واستغلال لحاجات المرضى ورغبتهم في الشفاء من أجل الكسب المادي السريع. ودعوا إلى تشديد الرقابة على تلك المحال ومعرفة أصول تلك المواد المبيعة والتأكد من ادعاءاتها العلاجية، فالبعض قد يصاب بمرض آخر نتيجة استخدامها بدلا من أن يشفى من مرضه، لافتين إلى أن بعض العاملين في تلك المحال يقدمون وصفات علاجية غير مثبتة علميا إلى المترددين إليهم، خاصة أن موسم العمرة يجذب أعدادا كبيرة من المعتمرين إلى محالهم. من جانبه أوضح المدير العام لصحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم الفوتاوي ل«شمس» حرصهم على متابعة محال العطارة والتركيبات العشبية ومنع البائعين المخالفين الذين يبيعون الأدوية الشعبية مجهولة المصدر حفاظا على صحة وسلامة المستهلكين. ولفت إلى أن لجنة مكافحة ظاهرة «حكيم الأعشاب» قامت بالعديد من الجولات الميدانية على محال العطارة وباعة الأعشاب الجائلين، حيث أغلقت خلال النصف الأول من العام الجاري خمسة محال وضبطت ثلاثة أشخاص استغلوا عددا من المنازل الشعبية لتصنيع التركيبات العشبية، كما صودرت أكثر من 44 ألف عبوة من المخاليط والمعاجين العشبية والزيوت المخلطة والكريمات الطبية المحظورة وغيرها وجميعها تم ضبطها من محال العطارة المختلفة، كما ضبطت 11230 كيلوجراما من الأعشاب مع الباعة المفترشين في الميادين والطرقات و8420 عبوة منتهية الصلاحية و3500 كيلوجرام من الأعشاب الإفريقية وأكثر من 80 ألف حبة من الأدوية والأعشاب الضارة والمعروضة بطرق عشوائية. وذكر فوتاي أن الأمانة تكثف أعمالها الرقابية خاصة خلال هذه الأيام التي تشهد كثافة في أعداد المعتمرين ووضعت كافة ترتيباتها واحتياطاتها الكفيلة بتهيئة الأجواء الصحية أمامهم.