رفع برنامج حافز للعاطلين عن العمل سقف الرواتب التي تقبل بها الفتيات وهو ما ظهر جليا في ملتقى التوظيف النسائي الذي أقامته لجنة التأهيل والتوظيف في جمعية القطيف الخيرية يوم أمس. حيث رفضت أكثر من 200 فتاة، كن يتنافسن على 100 وظيفة في الملتقى، الوظائف التي طرحتها الشركات والمقدمة في الملتقى، في حين تم توظيف 12 فتاة برواتب تتفاوت بين 2000 و3000 ريال. وكان «حافز» وقلة الرواتب سببا في رفض عدد كبير من الفتيات الوظائف المطروحة في الملتقى، إضافة لعدم توفر المواصلات وطول الدوام. وذكر عدد من الحاضرات للملتقى أنهن تسلمن رواتب البطالة من برنامج حافز للعاطلين عن العمل الذي يصرف لهن 2000 ريال في وقت تقدم لنا الشركات رواتب معادلة لهذا الراتب، وحتى أقل منه مع عناء الدوام الطويل وصعوبة المواصلات وغلائها وهو ما يدفعنا لرفض الوظائف ومواصلة البحث عن أعمال تتناسب مع طموحاتنا. وذكرت بشرى المرزوق خريجة علوم إدارية أنها تطمح للعمل في وظيفة قريبة لترتاح من مشكلة المواصلات حتى وإن كانت براتب متدن، مضيفة أن الوظائف المطروحة بدوامات طويلة ولا توفر المواصلات؛ ما يجعلني أحتفظ بحقي في صرف راتب «حافز» على الحصول على وظيفة براتب متدن أخسر نصفه على المواصلات. في حين وجدت زهرة محمد الوظيفة أكثر ضمانا من برنامج حافز الذي سيصرف لمدة سنة واحدة فقط، ولكنها اعترضت على عدم توفر المواصلات لدى الشركات صاحبة الوظائف مشيرة بأنها ستحسم أمر قبولها أو رفضها للوظيفة بعد مزيد من التفكير، خصوصا أن الراتب مقارب لما يصرفه لها برنامج حافز في الوقت الراهن وطموحها في الحصول على وظيفة براتب أعلى مما طرح في الوظائف المتوفرة من قبل الشركات. وذكر رئيس لجنة التأهيل والتوظيف في الجمعية زكي العبدالجبار أن الجمعية تبحث مع الشركات التي حضرت سبل توفير المواصلات، مضيفا أن تجربة الملتقى تعتبر ناجحة ونحن نفكر في تعميمها كل شهر، مشيرا إلى أن عشرات الاتصالات انهالت على الجمعية بعد المناسبة تطلب لقاء الشركات مؤكدا أن نحو 12 وظيفة تم منحها لفتيات راغبات في العمل، فيما سترسل ملفات فتيات أخريات إلى الشركات الراغبة في التوظيف. وأضاف العبدالجبار أن الجمعية تسعى من خلال الملتقى لخلق ثقافة العمل لدى الفتيات المقبلات على الوظيفة، إذ تم تعريفهن بكل أنظمة العمل، وطرق التعامل مع المشكلات التي قد تؤثر على عملهن، وعدم نقل المشكلات المنزلية إلى جو العمل، وبخاصة أن رب العمل لا يريد نقلها لمقر عمله كي تنتج الموظفة في عملها، كما تطرق محاضرون إلى نظام حافز، إذ بينوا للفتيات إيجابياته وسلبياته، وأن اعتماد الفتاة عليه غير واقعي، إذ إنه سيتحول في النهاية إلى مخدر لها بدلا من البحث عن وظيفة.