تحولت العديد من مواقع الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» إلى وجهة جديدة للشباب والفتيات وخصوصا من هواة الغزل والمعاكسات لتصبح وسيلة جديدة وفي متناول الجميع يحظون فيها بما يبحثون عنه من تسلية وغيرها، الموقع الاجتماعي الشهير ال«فيسبوك» أحد أهم تلك المواقع التي يرتادها الشباب كل يوم إن لم يكن كل دقيقة، فبعيدا عما عرف به ال«فيسبوك» من توسيع نطاق الصداقات والعلاقات الإنسانية ومن نشر صور شخصية وما إلى ذلك، في ظل تزايد المرتادين لهذا الموقع، حيث تعتبر السعودية ثاني دولة عربية في عدد المستخدمين للموقع، حيث وصل العدد في آخر إحصاء إلى ما يقارب 4.454.860 مليون مستخدم ثلثهم من الذكور بحسب الإحصاء الذي ينشره الموقع على رابط خاص للإحصاءات ولا يزال الرقم في تصاعد كبير. بمجرد التصفح في موقع التواصل الاجتماعي سواء ال«تويتر» أو الال«فيسبوك» على وجه الخصوص ستكتشف أنك لم تعد في موقع للتواصل الاجتماعي والتعارف وتوسيع نطاق العلاقات، بل أصبح موقعا «للترقيم» وللبحث عن العلاقات العاطفية على وجه التحديد. فيقول عبدالله علي عضو قديم في ال«فيسبوك» لم يعد على الشاب أن يقوم بجولة «غزلية» في الأسواق أو الشوارع لكي يخطف قلب «الفتاة» فهذه طرق قديمة جدا، فكل ما على الشاب أو الفتاة كذلك هو أن يزور أحد مواقع الإنترنت وخصوصا ال«فيسبوك» الذي أصبح المتصفح للكثير من صفحات الموقع الشهير يلاحظ بوضوح قيام وتعمد العديد من الشباب للتلميح عبر عبارات ينشرونها «غزلية» وإرفاقهم لصور شخصية لهم يختارونها بعناية فائقة عقب تعديلها ببرامج «الفوتوشوب» كما أنهم يضيفون رقم الهاتف أو رقم كود ال«بلاك بيري» في الصورة المرفقة. ويضيف: «إنني من أعضاء ال(فيسبوك) منذ زمن بعيد جدا، ولا أتذكر أنني في يوم من الأيام كنت أشاهد مثل تلك العبارات الماجنة والغزلية التي قد تصل لدرجة شديدة في (الوصف الساذج)، كما أن بعضهم أصبح يرفق ملفات (فيديو) لا تليق في الحقيقة». وأردف عبدالله علي: لقد أصبح الشباب والفتيات يتصفون بالجراءة الكبيرة، حيث لا يترددون في نشر أرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني ويطلبون من الراغبين في التواصل معهم الاتصال بهم أو مراسلتهم على «البريد الخاص». وحول وضع الفتيات على ال«فيسبوك»، يقول عبدالله: «يلجأ الكثير من الفتيات إلى التخفي وراء أسماء وصور مستعارة (نظرا إلى عدم مقدرتهم على نشر صورهم الحقيقية) أو الاكتفاء بنشر صور تظهر البراقع والعيون الفاتنة؛ لتكون وسيلة جذب للشباب الذين يتهافتون على مثل هذه الصفحات ويطلبون صداقة أصحابها». من ناحيته تحدث «ب. السرحاني» الذي شرح تفاصيل قصة كان هو ضحيتها عبر ال«فيسبوك»، يقول: أتذكر أنني كنت قد نشرت رقم هاتفي على صفحة ال«فيسبوك» كما أنني كنت قد قبلت إضافة عدد كبير من «الفتيات» وفي يوم ما وردني رقم هاتف «ثابت» من المنطقة الغربية وإذا بها فتاة من جنسية «مغربية» تسكن في جدة وقد ربطتني بها محادثات كثيرة على ال«فيسبوك» وعلى خدمة ال«ماسنجر» بادرتني بالسلام والتحية وقالت لي إنها كانت تود فقط سماع صوتي إن كنت بالفعل «رجل أو غير ذلك» وتحولت محادثاتنا بشكل يومي على شات ال«فيسبوك». ويضيف: أتذكر أنها قالت لي إنها ستأتي للرياض لمقابلتي وأنها ستمكث فيها لمدة أسبوع كونها ستعمل في العاصمة وطلبت مني مبلغا من المال؛ لأنها لا تملك ذلك الرقم المالي الذي سيساعدها على السفر للرياض واستئجار مكان تمكث فيه، وبالفعل نفذت طلبها فورا لثقتي بها كوني طلبت منها أكثر من مرة عدة خدمات ولم تتوان في تلبيتها لي فورا، كان أحدها عندما طلبت منها أن تبحث لي عن سلعة في منطقة «جدة» وفعلا وجدتها لي واشترتها وأرسلتها لي على خدمة ال«فيدكس» الأمر الذي جعلني أثق فيها كثيرا. وأردف السرحاني: لم أكن أتصور ما حدث عقب ذلك لقد كان المبلغ يتجاوز ال5000 ريال وفور استلامها المبلغ لم أعرف عنها أي خبر حتى اللحظة، إن مثل تلك التعاملات التي تبنى على ثقة وهمية هي في الحقيقة «دمار شامل» للشاب والفتاة السعودية، فكم من فتاة ذهبت ضحية «ترقيم فيسبوك» أو «غزل التويتر» وما إلى ذلك. ع. المعجل «أحد أعضاء الفيسبوك» يقول: الأمر لا يتوقف على الشباب والفتيات من طبقة المواطنين العاديين، بل هنالك «مشاهير» في الأوساط الفنية والإعلامية وغيرها هم كذلك يسعون لتوسيع نطاق علاقاتهم وإقامة علاقات وصداقات مع فتيات الأمر الذي أكدته لي أكثر من فتاة كنت، أتحدث معها على شات ال«فيسبوك» واللاتي أكدن لي معرفتهن الكبيرة ب«مشاهير» من الأوساط الفنية والإعلامية. وأضاف: كل جيل يختلف عن الذي قبلة فقبل عشرة أعوام مضت كان «الترقيم والغزل» عن طريق أوراق تلقى في الأسواق التجارية ومنه تطور الوضع إلى «المعاريض» التي تظهر في الشوارع وعلى زجاج السيارات عند الإشارات المرورية الأمر الذي أزعج العديد من المواطنين، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاءتنا تقنية ال«بلوتوث» التي حرفت تحريفا واضحا وكبيرا عما هي عليه في الأصل، فهي تقنية لتبادل المعلومات وليس لتبادل «الأرقام» وعقب عدة أعوام لم تعد هذه الخدمة تجدي نفعا فجاءتنا خدمة جديدة هي في الأصل «لرجال الأعمال» وأصحاب الأعمال الكثيرة، ولكن شباب وفتيات السعودية ضربوا بجميع الشروط والقوانين عرض الحائط محققين لخدمة «البلاك بيري» أرقاما قياسية قد تصل لموازنة بعض الدول الصغيرة حتى إن بعض الدول المجاورة وحتى السعودية قد قرروا في فترة ماضية إيقاف هذه الخدمة لأسباب أمنية. وحول ترقيم ال«فيسبوك» يقول المعجل: لم يخل الأمر من التطفل أحيانا، حيث يبحث المعاكسون عن ضحاياهم عبر محرك البحث في أعلى صفحة الموقع، ويدخلون على الصفحات التي تحمل أسماء فتيات أو مجموعات مثل بنات «جدة» مثلا أو بنات «جامعة أو ثانوية كذا» ويكتبون في صفحاتها عبارات وكلمات غرامية ويذيلونها بأرقام هواتفهم أو كود المحادثة عبر «البلاك بيري» لتكوين الصداقات .