عزيزي القارئ: قبل البدء في رحله القراءة لما بين السطور يرجى منك إتباع التعليمات التالية: 1-على جميع القراء ربط أحزمة الأمان العينية. 2-كن مسترخياً واستحضر كافة قواك التركيزية. 3-الرحلة ترحب بكل الفئات العمرية وخاصة المحبين للتقنية والمقبلين عليها بشغف. 4-حدد في نهاية الرحلة من أي الفئات أنت وهل ستبقى على ماأنت عليه أم أنك محب لتتغير وتطوير الذات. 5-استعد وتأهب هاقد أوشكت الرحلة على الإقلاع. *انتبه أمامك تحويله مفارقات* هذا هوا عنوان رحلتي معكم, وأحببت أن ابتدئها بكلمة (انتبه) لأنك فعلاً مطالب بالتمعن فيما بين السطور لتقرر في نهاية الرحلة ...أين أنت من هؤلاء؟ وبعد التأكد من إتباع قرائي الأعزاء للتعليمات السابقة, هانحن نبدأ سويا وعلى بركة الله إبحارنا في ذلك العالم التقني لأحدث الأجهزة والمعدات , ولقد استوقفنا ولفت أنظارنا ذلك الجهاز التقني الجديد , المتوسط الحجم , الذي أصبح حديثاً للساحة المحلية في المجتمع ,ولم العجب! وهو الآن بمثابة( الملك )بين الأجهزة بتصدره عرش أجهزة الهاتف المتنقل, وتحقيقه نسب مبيعات هائلة فاقت نسبة مبيعات الأجهزة الأخرى. ومن الطبيعي أن يحظى هذا الجهاز بإقبال كبير عليه من مختلف شرائح المجتمع, لما تميز به من سمات تقنية رائعة' تمخضت في: مد جسور التواصل والصداقات بين الأفراد على مدى واسع النطاق, إضافة إلى السرعة الهائلة في الحصول على المعلومات وانتشارها وتناقلها, وتكوين المجموعات(الجرو بات) الثقافية لتبادل أطراف الحديث والتناقش في أي قضيه تهم المجتمع. كل هذا برسوم شهرية لاتقل عن تسع وتسعون ريالاً فقط. هذا هو مايطلق عليه ب ( البلآك بيري) وتجدر الإشارة هنا إلى أن تلك المميزات الايجابية للبلاك بيري قد طوعها البعض من ضعاف النفوس لصالحهم ,فأساؤا استخدام هذا الجهاز, فكانوا هم الجناة على أنفسهم وهم الضحايا في الوقت نفسه! ومن مظاهر ذلك الاستخدام السيئ : تبادل الصور ولأفلام والأغاني الهابطة التي لاتمت للأخلاق بصلة, وتكوين المجموعات (الجرو بات) المختلطة للتحدث في أمور بذيئة وسيئة للغاية , ولا ننسى شبابنا وما أحدثوه من تغييرات في مجال الترقيم والمعاكسة ,بظهور البلاك بيري ,فبدلاً من يتعب الشاب نفسه بملاحقة الفتاة لإعطائها الرقم لانها ربما لاتمتلك جهاز كاميرا وبلوتوث, قد سهل البيبي(البلاك بيري ) لهم هذا الأمر كثيراً, وذلك بوضعهم رقم خاص بجهازة يدعى برقم البيبي على سيارته لتراه الفتيات ويقمن بااضافته والتحدث إليه. وهناك من دفع حياته ثمناً من شدة إدمانه على البلاك بيري ,فالبعض حتى عند قيادته للسيارة لم يستغن عنه فجنى ثمرة الاستخدام المفرط له ب (الموت). ومن أقل الضحايا تضرراً من الفئة السابقة, أؤلئك الذين اشتروه مجاراة للموضة فحسب, فضغطوا على أنفسهم ماديا واستدانوا من أجل المفاخرة والتباهي أمام الآخرين. اللآن: قد انتهت رحلتنا واتمنى أن تكونوا قد قضيتم أوقات ممتعة برفقة حروفي ونبضها ...... ويشرفني أن أهديكم باقة من الورود تملؤها زهور الجوري النرجسية, لتتسلل إلى قلوبكم وتلامس مشاعركم وتخبركم : بأن البلاك بيري جهاز ذو حدين, فبحسب الاستخدام تجنى الثمار, وكما يقال حصاد الرزع يجنى كل موسم...وثمار استخدام البلاك بيري تجنى كل لحظة .....! وبقي أن نسأل أنفسنا سؤالاً ونصدق في الإجابة معها, لم نسيء استخدام كل ماهو نافع ومفيد! ونلحق الضرر بأنفسنا وبمن حولنا؟ في حين أن المجتمع الغربي لم تنقلب موازين حياته بظهور البلاك بيري بمثل مانحن عليه اللآن؟ بقلم: الاعلامية أمل موسى