تحوّل الموقع الاجتماعي "فيس بوك" إلى وجهة جديدة للشباب والفتيات من هواة الغزل والمعاكسات ليصبح وسيلة جديدة ل"الترقيم" الذي يتطوّر مع التقنية من قصاصات الورق إلى "البلوتوث" ثم كود "البلاك بيري" ليستقر به المطاف في صفحات "الفيس بوك" في ظل تزايد المرتادين لهذا الموقع حيث تعتبر السعودية ثاني دولة عربية في عدد المستخدمين للموقع حيث وصل العدد في آخر إحصائية 2,88 مليون مستخدم، ثلثهم من الذكور بحسب الإحصائية التي ينشرها الموقع على الرابط http://www.checkfacebook.com فالمتصفّح للكثير من صفحات الموقع الشهير يلاحظ تعمّد العديد من الشباب "التميلح" عبر إرفاق صورهم الشخصيّة التي اختاروها بعناية فائقة بعد أن عدّلوها ببرامج "الفوتوشوب" لتظهر بصورة جذّابة, ويختارون عبارات الغزل والرومانسية عند التعريف بأنفسهم, فيما لا يتردّد آخرون في نشر أرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني ويطلبون من الراغبين في التواصل معهم الاتصال بهم أو مراسلتهم على "البريد الخاص". وفي المقابل يلجأ الكثير من الفتيات إلى التخفّي وراء أسماء وصور مستعارة أو الاكتفاء بنشر صور تظهر "البراقع" والعيون الفاتنة لعارضات أزياء لتكون وسيلة جذب للشباب الذين يتهافتون على مثل هذه الصفحات ويطلبون صداقة أصحابها. ولم يخل الأمر من التطفّل أحيانا حيث يبحث المعاكسون عن ضحاياهم عبر محرّك البحث في أعلى صفحة الموقع, ويدخلون على الصفحات التي تحمل أسماء فتيات أو مجموعات مثل "بنات مدينة كذا.." "بنات جامعة أو ثانوية كذا..." ويكتبون في صفحاتها عبارات وكلمات غرامية ويذيلونها بأرقام هواتفهم أو كود المحادثة عبر "البلاك بيري" لتكوين الصداقات. "الوطن" استطلعت آراء عدد من الشباب ومنهم "عبدالله, ر" الذي اعترف بامتلاكه أكثر من حساب في الفيس بوك خصص أحدها للغزل والبحث عن صديقات, وقال إنه يقضي ساعات طويلة في البحث عن فتيات يرغبن في التعارف والمحادثة, وحين يعثر على صفحات من هذا النوع يطلب من أصحابها إضافته للحساب ليتم التواصل والدردشة معهن بعيدا عن الانظار, لافتا إلى أن هذه الطريقة تعتبر آمنة بشكل كبير ويستطيع "المعاكسون" تجنّب اكتشافهم كما كان يحدث في الطرق التقليدية القديمة باستخدام قصاصات الورق التي يكتبون فيها أرقام هواتفهم, أو عبر البلوتوث الذي قد يتم اكتشاف صاحبه بسهولة. ويشير الشاب عبدالله المسيلي إلى أهمية موقع "فيس بوك" كوسيلة للتواصل الاجتماعي والتقاء الأصدقاء ومعرفة أخبارهم أولاً بأول, ولكن كعادتهم في توظيف التقنية الحديثة لسلوكيات سلبية يقوم بعض الشباب باستغلال الموقف وممارسة الغزل علنا بعيدا عن الرقابة, ويقابل ذلك تجاوب بعض الفتيات مما يساهم في تزايد هذه الظاهرة. ويلفت الشاب عبدالله الغامدي إلى أن العديد من الأسماء في حساب الفيس بوك مستعارة ويربطها أصحابها بصور فاتنة لا تعبّر عن الواقع وذلك لاصطياد الضحايا والاستفادة منهم في الحصول على مبالغ مالية أو بطاقات شحن للجوال كما يجيد البعض تقليد أصوات الفتيات للإيقاع بالشباب والاستفادة منهم ماديا.