عيسى المحياني لاعب قدم الكثير لناديه الوحدة حتى أثبت أنه أحد أمهر رؤوس الحربة وهو المركز الذي يعاني من شح كبير في الأعوام الماضية، جاء بخطى ثابتة على طريقة الكبار ليقدم نفسه بشكل يليق حتى بات مطلبا للكثير من الأندية. وفي صفقة تعد من أشهر الانتقالات فقد انحصرت المنافسة بين ناديي الوسطى الهلال والنصر وبعد الكثير من الجهود التي بذلت من أجل الظفر بخدماته رجحت كفة الهلال أخيرا حتى فاز به. فبدأت محطة جديدة في حياة هذا النجم وشارك عدة مشاركات على استحياء فلم يقدم نفسه من خلالها بشكل جيد ربما لظروف عدة من أهمها الانتقال من بلد لآخر، محاولا ملامسة طموح صار في متناول يده وليثبت أنه لاعب متميز وقادر على الحسم لكن طول المدة حالت دون أن يثبت نفسه كما أن الانسجام لم يجده المحياني في الفريق الهلالي الذي كان يريد من اللاعب التألق دون النظر للظروف المحيطة به كما لو أنه نفد الصبر الأزرق، حتى ورّث لديه تأثيرا سلبا شكل عليه ضغطا كبيرا حتى تضاءلت الفرص وبقي المحياني حبيسا لدكة الاحتياط دون أن يأخذ الفرصة كاملة عدا تلك العشر دقائق أو أقل التي يشارك فيها والغريب أن هذا الوقت البسيط استطاع من خلاله المحياني أن يعمل شيئا إما كرة خطرة أو صناعة هدف أو هدف. ولكن كل هذا لم يكن شافعا كافيا لدى ناديه الهلال أو القائمين عليه للاقتناع الكامل بالقدرات الهائلة لدى هذا اللاعب فعاد حبيسا كما كان لدكة الاحتياط، بل ويمارس عليه كل أنواع المفاضلة حتى أصبح بديلا «ثالثا» أو حتى «رابعا». من رأى استماتة الهلاليين للظفر بخدماته، لا يراهم الآن وهم يمارسون ضده «التهميش الذكي». الهلال كان في فترات مضت أرضا خصبة حتى لأنصاف اللاعبين للبروز والتألق أما الآن الوضع مختلف تماما فحتى النجوم البارعون لم يعد لديهم متسع من «النجومية» التي خضعت للكثير من الأهواء والآراء «الشخصية» بعيدا عن الرؤية الفنية. الهلال لا بد أن يعيد النظر في عقد هذا اللاعب ومحاولة احتوائه وتقديم النصح له ومحاولة دعمه وتقديمه مجددا «لدائرة الضوء» لا أن «يغيّب» بشكل لا يتناسب مع منطق الإدارة الهلالية. فالنزال الذي جمع فريقي نجران والهلال كان خير دليل على نجوميته. أخيرا: ولكني شقيت بحسن ظني.