لا يختلف اثنان على موهبة الهداف عيسى المحياني مهاجم فريق الهلال الذي أبدع كثيراً في النزالات الكروية الأخيرة، وقاد فريقه لحصد أهم ثلاث نقاط أمام نجران في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وانتزع التعادل للأزرق مرتين أمام فريق الاتفاق أبرز وأميز فرق دوري زين السعودي في الموسم الكروي الحالي، وارتفعت أسهم المحياني في السماء، وبات النجم الذي لا يشق له غبار في أوساط الهلاليين، والمنقذ الذي فعل لفريقه ما لم يفعله نجوم الدوريات العالمية الذين استقطبهم الهلال، وكلفوا خزانته ملايين اليورو في الموسم الحالي. وعانى المهاجم المميز عيسى المحياني الشهير ب«طلق المحيا» المولود في 22 يونيو 1983 من دكة الاحتياط كثيراً منذ انتقاله لصفوف الأزرق في مارس 2009، وظل حبيساً لمقاعد البدلاء يشارك في دقائق معدودة، ويعود لمكانه بجوار المدربين وإن نجح في مهمته وأنقذ فريقه من أزمته، ليصاب اللاعب بالملل وحال من عدم الرضا عن وضعه الحالي وطريقة تعامل المدربين معه، خصوصاً أنهم جاملوا نجوم الملايين كثيراً على حسابه وهو لا يقل عنهم موهبة فنية أو خطورة تهديفية. وطالب المحياني من إدارة ناديه في فترة الصيف السماح له بالانتقال لفريق الشباب بعد رغبة مسيّري الكيان الأبيض في التعاقد معه، واجتماعهم به ووضع الخطوط العريضة لوثيقة الانتقال، ولكن رحيل المهاجم ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي جعل إدارة الهلال تتمسك بالمحياني، وتطالبه بالبقاء في صفوف الفريق عبر اجتماع الأمير عبدالله بن مساعد معه، وهو ما جعل اللاعب يعطي موافقته على الاستمرار حتى نهاية الموسم الكروي الحالي الذي يصادف نهاية عقده الاحترافي، وعندها سيقرر مصيره مع النادي على ضوء مشاركته مع الفريق، ونيله فرصة اللعب الكافية لتقديم كل ما يملك من موهبة كروية على أرض الميدان، وأكد الفتى المكاوي أن رغبته في الانتقال تأتي بحثاً عن فرصة المشاركة أساسياً مع فريق يحتاجه فعلاً، أسوة برفيق دربه في الوحدة ناصر الشمراني وليست من أجل المادة، مضيفاً إلى أن أولوية التجديد للهلال في حال نال فرصته كاملة في بقية الموسم الرياضي. وشق المحياني طريقه إلى عالم النجومية والأضواء من مكةالمكرمة، تحديداً من حي «الغسالة» الواقع على طريق الطائف، إذ مارس معشوقته المفضلة لعبة كرة القدم مع أبناء جيرانه في الحي، وشارك في دوري «الحواري» مع فريق «شباب العز»، ثم لعب مع فريق «العمدة» مع رفيق دربه ماجد الهزاني قبل أن تصطاده عيون كشافي الوحدة، ويسجل رسمياً في النادي من خلال درجة الناشئين، ثم صعد لفئة الشباب وصقل موهبته المدرب المصري الدكتور محمد علي «يرحمه الله»، ثم شارك مع الفريق الأول أيام المدرب البرازيلي راموس، وحقق من خلال الفرسان لقب هداف دوري كأس خادم الحرمين الشريفين قبل خمسة أعوام من الآن برصيد 16 هدفاً، وهو رقم قميصه الشهير سواء في الوحدة أو في الهلال.