طموح وعمل وضنك واجتهاد.. لأجل لا شيء! أعوام طويلة قضتها في البحث والدراسة وسبر أغوار المعرفة.. لكن لأجل لا شيء أيضا.. انتهى بها الحال كفتاة منهارة أعصابها، ترتجف أطرافها، مصدومة وفي جوفها تراكمات حزن وقهر.. هذه حال الأستاذة بسمة السناري التي رفضت جامعة الملك عبدالعزيز ابتعاثها للحصول على شهادة الدكتوراه؛ لأنه ليس لديها «محرم»! المحرم هو حجر العثرة الأزلية بالنسبة إلى مبدعات الوطن الغالي، حتى هذه اللحظة لا تزال الأمهات والمربيات والأستاذات في حاجة لمن يقودهن ويتحكم بهن ويوجههن للأماكن التي يقصدونها.. المحرم هو المراهق الذي يتحكم بتصرفات أمه وشقيقته الأكبر منه ويلقي الأوامر والنواهي! المحرم هو الزوج الذي يضرب زوجته ويطلقها وينتقم منها بحرمانها من أطفالها.. وهو أيضا الطفل الذي علمه والده كيف يراقب ويرافق والدته وأخواته «لأنه رجل البيت»، هذه النوعية التي افتقرت للرجولة مخولة لتكون محرما يطوق الحرية والانطلاق للمرأة السعودية، وتماما كالأستاذة بسمة السناري وقف قانون «المحرم» في وجه طموحها ورغبتها في الارتقاء بعلمها لتفيد بنات وبنين الوطن.. بحوثها وكتبها التي قامت بتأليفها لم تشفع لها لكي يفهم المسؤولون أنها قائدة نفسها والمحرك لحياتها. لقد اغتال قانون «المحرم» كثيرا من الآمال والأحلام.. وفيه استهتار لقدرة المرأة على التفكير واتخاذ القرار، إذ لم يكن للأستاذة بسمة محرم فأوجدوا البديل.. لا تحتجوا بشرع الله لقتل الطموح والحماس، كل ما في الموضوع أن هذه الأستاذة ذات الطموح المكسور لم يرق اسمها للمسؤولين في الجامعة وربما هي لم تطعم بفيتامين «و».