كتب شكسبير في مسرحيته المعروفة هاملت، «تكون أو لا تكون تلك هي المسألة».. أعتقد أن هذه العبارة احتوت الدنيا في داخلها، فالحياة مجموعة من المعارك المتتالية، تعطينا خيارين لا أكثر، إما أن نقبل التحديات ونخوضها، ونعيش الألم والإحباط والقلق، وبعد هذا نستشعر لذة النجاح.. وإما نقع ونرضى بالهزيمة، والهزيمة لا تعني الفشل أو الخسارة.. في ميدان الحياة، للهزيمة معنى آخر، إنها تعني الاستسلام التام، الرضا بالهوان، الكسل وضعف الطموح والهمة.. أن تكون سلبيا تريد الكثير دون تقديم أي شيء للمجتمع.. ذا أفكار بسيطة وطموح هابط، هذه هي الهزيمة الحقيقية. عندما انسحب ستيف جوبز من دراسته الجامعية لكيلا تكون مصاريفها عبئا على أهله بالتبني، أسس شركة أبل مع صديقه واز، وتحولت «أبل» من مجرد شركة مقرها مرآب السيارة يعمل فيها موظفون، إلى شركة رأسمالها ملياران يعمل فيها أكثر من 4000 موظف.. بعد هذا النجاح تم طرد سيتف جوبز من قبل مجلس إدارة أبل!! طرد من الشركة التي أسسها والتي وهبها كل طاقته وأفكاره.. عندما نواجه موقفا مشابها سنعتقد أن هذه النهاية، نهاية النجاح والأمل والطموح.. سننسحب من معركة الحياة ونقرر «ألا نكون» لكن ستيف جوبز قرر «أن يكون» أن يقف ويؤسس شركة «نكست» لصناعة وتطوير الكمبيوترات، وأسس أيضا شركة «بيكسار» والتي أصبحت فيما بعد أفضل استديو لصناعة الأفلام الكرتونية في العالم.. ولعلنا نتذكر كيف كنا نتجمهر أمام أفلام حكاية لعبة بكل شغف وحماس.. قامت «أبل» بعد ذلك بشراء «نكست» وعاد ستيف جوبز إلى «أبل» من جديد. وهذه «هي المسألة» معادلة الحياة التي تتطلب الضنك والكبد لننجح، أن ننظر لما هو أبعد من واقعنا الحالي.. وأن نحول أبشع المواقف التي تمر بنا إلى هدايا تقودنا نحو الطريق الصحيح.. طريق المجد والنجاح.