توفي ستيف جوبز أحد مؤسسي شركة أبل عن عمر يناهز السادسة والخمسين بعد صراع مع مرض السرطان. وكان جوبز واحدا من أكثر اقطاب الأعمال والابتكار شهرة في العالم من خلال شركته التي تحولت إلى عملاق في صناعة أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة. وكان جوبز يعاني منذ عام 2004 من سرطان البنكرياس و قد خضع في عام 2009 إلى عملية لزراعة الكبد. وقد قدم استقالته في الخامس والعشرين من أغسطس / آب الماضي من منصبه كمدير تنفيذي للشركة وخلفه في منصبه تيم كوك، وقال جوبز حينها إنه لم يعد قادرا على القيام بواجبات المدير التنفيذي. وقالت ابل في بيان لها " نعلن بحزن عميق رحيل ستيف جوبز عن عالمنا اليوم" مضيفة أن "الإبداع والشغف والطاقة التي تمتع بها جوبز كانت مصدرا لاختراعات لا حصر لها أثرت وحسنت عالمنا الذي نعيش فيه". وفي رسالة الى موظفي الشركة قال تيم كوك إن ابل "فقدت رجلا ذا رؤية ومبدعا عبقريا، والعالم فقد انسانا عظيما". واضاف في رسالته التي نشرت لاحقا ان "ستيف خلف وراءه شركة ما كان احد سواه ليتمكن من بنائها، وروحه ستظل ابدا اساس ابل". ستيف جوبز "في بعض الأحيان تضرب الحياة رأسك بحجر لكن عليك ألا تفقد الإيمان" ووصف جوبز بأنه أحد اعظم الرؤساء التنفيذيين الامريكيين في جيله، وقيل عنه أيضا إنه قلب وروح أبل التي تنافس اكسون موبيل كأكبر شركة في الولاياتالمتحدة. وقد توالت ردود الفعل على نبأ الوفاة، فقد أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حزنه الشديد ووصف جوبز بأنه كان واحدا من " اعظم المبتكرين الأمريكيين، و كان يملك من الشجاعة ما يكفي ليفكر بطريقة مختلفة، ومن الجرأة ما يكفي ليؤمن ان بوسعه تغيير العالم، ومن الموهبة ما يكفي لتحقيق ذلك". أما عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ فقال إن "أمريكا خسرت عبقريا سوف يبقى في ذاكرتنا مثل اديسون واينشتاين، وستحدد افكاره شكل العالم لعدة اجيال". وقال بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت إن تأثير جوبز الكبير على العالم ستشعر به عدة اجيال قادمة. فيما اعلن رئيس مجموعة والت ديزني العملاقة روبرت ايغر أن "العالم خسر شخصا فريدا نادرا". وأعلنت الوفاة بعد يوم مع إعلان أبل طرح هاتفها الجديد النقال (iphone 4 s). أبرز المبتكرين وكان جوبز يعتبر أحد أبرز المبتكرين الذين قادوا عالم تكنولوجيا المعلومات خلال الأربعين عاما الماضية من خلال شركة "ابل" التي قدمت اول جهاز كومبيوتر شخصي عام 1976 بعدما كانت تقدم شركة آي بي ام أجهزة الكومبيوتر التجارية والحكومية الضخمة. كما قدم نقلة جديدة في عالم التكنولوجيا بدأت عام ألفين عندما حول استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة منتجات "آي" التي أتاحت التكنولوجيا للمستخدمين في كل وقت وكل مكان وهي أجهزة "آي بود" و"آيفون" و"آي باد" ومتجر "آي تيونز" الموسيقي العملاق ومتجر أبل ستور". وقد ولد جوبز في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا لأب سوري يدعى عبد الفتاح جندلي وأم أمريكية هي جوان سيمسون وأصبح الأب فيما بعد أستاذا في العلوم السياسية ،ولأسباب غير واضحة تبنت جوبز أسرة أمريكية من أصل بولندي بعد أسبوع فقط من ولادته. وقد سافر إلى الهند في أولى فترات شبابه واعتنق البوذية وعاد إلى كاليفورنيا ليؤسس شركة أبل في مرآب للسيارات في 1976 بمعية ستيف فوزنياك. وبعد النجاح الكبير لأجهزة أبل حدث خلاف كبير بين جوبز ومديري الشركة ما اضطره إلى ترك الشركة في عام 1985 وأسس شركة (نكست) لأجهزة الكمبيوتر أيضا، وبعد فترة تداعت المجموعة الى ان عاد الى قيادتها في 1997. ويعتبر جوبز أيضا صاحب أكبر نسبة أسهم أيضا في شركة (والت ديزني). ومن بين الأقوال المأثورة لجوبز"السبيل الوحيد للقيام بشئ عظيم هو أن تحب ما تفعله"، و "في بعض الأحيان تضرب الحياة رأسك بحجر لكن عليك ألا تفقد الإيمان" و "اجعل تفكيرك نقيا حتى تكون بسيطا" و"أن تتذكر دائما أنك ستموت هو أفضل سبيل لتتجنب الوقوع في فخ أنك سوف تفقد شيئا".