في الساعات التي أعقبت وفاة الأمريكي ستيف جوبز، أحد مؤسسي شركة "آبل" العملاقة للإلكترونيات، انهالت عبارات التعازي والتقدير التي أشارت إلى تأثيره المنقطع النظير على صناعة الكمبيوتر والأفلام والموسيقى والهواتف المحمولة. وفيما يلي إطار زمني لأهم اللحظات التي مر بها جوبز خلال مشواره المهني ، والتي تمثل أيضا لحظات تاريخية في تطوير التكنولوجيا الحديثة: في عام 1974 - تعاون جوبز مع ستيف وزنياك في تطوير لعبة "بريك آوت" لدى شركة "أتاري" الرائدة في صناعة ألعاب الفيديو. وقال كاتب العمود جيمس ألتوشر على موقع "ايه.أو.ال ماني" الإلكتروني: "إن لم يفعل (جوبز) أي شيء آخر في حياته ، لقلت له (إنك أعظم عبقري في المئة عام الماضية)". في عام 1976 - أسس جوبز ووزنياك شركة "آبل" في مرآب بوادي السيليكون في كاليفورنيا لتصنيع وبيع جهاز كمبيوتر صممه وزنياك. وفي غضون بضعة أشهر، باع جوبز 50 جهازا إلى متجر محلي للإلكترونيات، ومضت "آبل" في طريقها لبيع واحد من أول أجهزة الكمبيوتر المألوفة. في عام 1984 - بعد زيارة شركة "زيروكس بارك" الشهيرة للبحث والتطوير، رأى خلالها نماذج أصلية لواجهة مستخدم مرسومية تستخدم الفأرة (ماوس) ونظام الإشارة والنقر، طور جوبز هذه الفكرة لاستخدامها في جهاز "ماكنتوش"، وهو أول جهاز كمبيوتر يستغنى عن واجهة سطر الأوامر. في عام 1985 - طرد جوبز من شركة "آبل" إثر صراع على السلطة داخل مجلس الإدارة، الأمر الذي وصفه في وقت لاحق بأنه "أفضل شيء كان من الممكن أن يحدث لي على الإطلاق"، حيث بدأ في تأسيس شركة "نيكست" للكمبيوتر، التي شكلت فيما بعد القاعدة الأساسية لأنظمة التشغيل الحديثة التي تطورها شركة "آبل". في عام 1986 - اشترى جوبز قسم الجرافيك التابع لشركة "لوكاس فيلم" المحدودة لتطوير تقنيات الرسوم المتحركة باستخدام الكمبيوتر. وأطلق جوبز على القسم اسم " بيكسار"، والذي أنتج أول فيلم روائي طويل للرسوم المتحركة عن طريق الكمبيوتر، وهو فيلم "توي ستوري" (قصة لعبة)، في عام 1995 . في عام 1996 - عاد جوبز إلى شركة "آبل"، التي كانت متعثرة حينذاك وعلى شفا الإفلاس، وأعد استراتيجية قائمة على تطوير منتجات لنمط حياة رقمي متكامل، تتوافر فيه وسائل الإعلام والاتصالات والبيانات من خلال أجهزة تربطها شبكة واحدة. في عام 1998 - أنتجت "آبل" جهاز "آي ماك"، وهو جهاز كمبيوتر فعال يجمع بين كافة الخصائص التي يريدها المستخدم. في عام 2001 - أنتجت "آبل" جهاز "آيبود" المحمول لتشغيل الفيديو، والذي جرى دمجه مع برامج "آي تيونز". وسرعان ما سيطرت "آي تيونز" على سوق الموسيقى الإلكترونية، وأطاحت أجهزة "آيبود" بعرش الاسطوانات المدمجة (سي.دي) بفضل ضوابطها البديهية. وفي غضون سبعة أعوام، باعت "آبل" أكثر من عشرة مليارات أغنية عبر متجر "آي تيونز". في عام 2007 - أنتجت "آبل" جهاز "آيفون" ، وهو أول جهاز محمول موجه لجميع فئات المستخدمين يتميز بالتحكم عن طريق الشاشات التي تعمل باللمس. أحدث هذا الجهاز ثورة في صناعة الهواتف الذكية، وجنت الشركة من ورائه أرباحا تقدر بمليارات الدولارات، حيث باعت أكثر من 130 مليون وحدة في العالم. ومن المتوقع أن تبيع الشركة 84 مليون وحدة في العام الجاري، و120 مليون وحدة في عام 2012. في عام 2010 - كشفت "آبل" النقاب عن جهاز "آيباد" ، وهو جهاز كمبيوتر لوحي يستخدم نفس تقنيات التحكم عن طريق شاشات اللمس التي يستخدمها "آيفون"، وحقق نجاحا سريعا بعد أن أعاد تشكيل سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصي. باعت "آبل" 500 ألف جهاز آيباد في أول أسبوع له، ومن المتوقع أن يصل حجم مبيعاتها من هذا الجهاز إلى 30 مليون وحدة في العام الجاري.