المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    منطقة العجائب    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    9% نموا بصفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الاحتلال يعيد فصول النازية في غزة    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    الأخضر يرفع استعداده لمواجهة إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    هيئة الشورى توافق على تقارير الأداء السنوية لعدد من الجهات الحكومية    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    «سعود الطبية» تستقبل 750 طفلاً خديجاً    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    ستة ملايين عملية عبر «أبشر» في أكتوبر    لغز البيتكوين!    الله عليه أخضر عنيد    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    خامس أيام كأس نادي الصقور السعودي بحفر الباطن يشهد تنافس وإثارة    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    أهم باب للسعادة والتوفيق    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد الإخفاقات المتتالية في مختلف الألعاب والبطولات الدولية
نشر في شمس يوم 03 - 12 - 2011

واصل تراجع مستويات كرة القدم السعودية حضوره بشكل قوي وألقى بظلاله على نتائج المنتخبات والأندية السعودية التي غابت بشكل ملحوظ عن المنافسة بقوة على عكس السابق. وبين مرحلة وأخرى تعيش الكرة السعودية واقعا مزعجا لا يمكن تجاهله أو تناسيه.. حيث مرت أعوام والقافلة تسير على عكس اتجاه التطور الذي ينشده الجميع.. ما بين هذه الإخفاقات يبزغ بعض الأمل لكن سرعان ما يتلاشى في ظل البحث عن النتائج الوقتية ليس أكثر.. خصوصا أن أسطوانة الأبطال لا تزال تسيطر على المشاركة في أي منافسة وعندما يحصل الإخفاق تأتي تأكيدات أننا أبطال وأن الابطال الجدد الذين أخذوا مكاننا لايزالون دون خبر.
ولعل الأمر الأكثر غرابة أن مجابهة منتخبات مثل تايلاند وإندونيسيا وكوريا الشمالية تسبب قلقا غير معهود على صعيد كرة القدم مثلا وقس على ذلك بقية الألعاب.. آخر الإخفاقات التي نخرت جسد الرياضة السعودية هي أولمبياد الخليج والنتائج المتواضعة التي حققتها منتخباتنا وخرجنا للأسف بالمركز الأخير، إضافة إلى نتائج المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في تصفيات كأس العالم عن قارة آسيا، والتي دخل فيها مرحلة عنق الزجاجة.. إلى جانب نتائج المنتخب السعودي الأولمبي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012.
حول الإخفاقات الرياضية السعودية وكيفية استرداد الريادة السعودية رياضيا طرحنا التساؤلات على عدد من الرياضيين ليقولوا لنا ولكم كيف تعود رياضتنا؟
بدأ الحديث عن هذا الشأن الدكتور جاسم الياقوت عضو الاتحاد السعودي ورئيس نادي القادسية الأسبق وقال: «هذا الموضوع شائك وكبير ويحتاج إلى دراسات من أجل أن نضع الأسباب الحقيقية في هذا الأمر، أنا في اعتقادي الشخصي أن مشكلتنا هي مشكلة صراحة وهذه الصراحة أو المكاشفة للأخطاء لاتنفع لدينا، فالمثل يقول أعط الخباز خبزه حتى لو أكل نصه، نعم أقولها بكل حرقة أن أكبر مشكلة تواجه الرياضة السعودية هي مشكلة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هناك قيادات وخبرات وأصحاب تجارب ومؤهلات عليا لهم الخبرة والتجربة في جميع المجالات ليس لهم أي مكان في رياضتنا بينما نجد أسماء ليس لها الخبرة ولا عايشوا الرياضة وليس لديهم التخصص نجدهم الآن في مواقع المسؤولية وعندما تقع الفأس في الرأس نبكي على اللبن المسكوب». وأوضح الياقوت أن من المهم جدا أن نضع أيدينا على العوائق التي تعوق تقدم الرياضة السعودية وأن نوجد لها الحلول الطويلة المدى وفق استراتيجيات مدروسة وليس البحث عن الحلول المؤقتة التي جربناها كثيرا ولم تنفع مطلقا، مضيفا بقوله: «هناك لا بد أن تكون أجندة عمل للبطولات بشكل منهجي ولها أزمنة محددة سواء طويلة أو قصيرة، هذا الأمر لا بد أن يفعل وأن تدعم هذه البرامج بالخبرات وأصحاب التجارب ونتركهم هم من يقودون هذه المرحلة، بالإضافة إلى الدعم المالي الذي يتواكب وحجم هذه الأمور»، وأضاف الياقوت قائلا: «ينقصنا التخطيط للأسف وهذه من أكبر المآسي في الرياضة السعودية لدينا شخصيات رياضية قادرة على إدارة وقيادة المرحلة لكن نشاهد في الواقع شخصيات دون أي خبرة أو علاقة بهذه الأمور، وهذه مصيبة أن يتم الاعتماد على مثل هؤلاء»، وأكد الياقوت أن حديثه عن أصحاب الخبرة والمعلومات بهذا الشكل المفيض يأتي بسبب أن هؤلاء وأعني أصحاب الخبرة سيساعدون صاحب القرار في الكثير من الأمور التي يحتاج إليها، مؤكدا بقوله إذا فقدت التركيز لا بد أن تجلس مع شخصيات لها وزنها الخبراتي والمعلوماتي في أي جانب من جوانب الحياة لأنهم هم من سيشيرون عليك بالشكل الذي يجعلك تتجاوز الكثير من المنعطفات الخطيرة، وطالب الياقوت بالاقتداء بالدول التي سبقتنا في مثل هذه الجوانب وقال لا بد أن نقتدي بتخطيط الدول المتقدمة ليس عيبا أن نقتدي بهم لا بد أن نقتدي بأفكارهم ودراساتهم إذا ما أردنا العودة إلى الطريق الصحيح.
نوعية اللاعبين ضعيفة
ويؤكد حمد الدبيخي الناقد الرياضي حاليا ولاعب الاتفاق الأسبق أنه إذا كان الحديث عن أولمبياد الخليج والنتائج المتواضعة التي خرجت بها الرياضة السعودية فإنه يجب أن نتعامل بواقعية مع هذا الأمر وقال: «بالنظر إلى الألعاب المختلفة فإنه يمكن لنا تسميتها ألعاب يتيمة بلا أب باستثناء ألعاب القوى التي هي أيضا لولا اهتمام الأمير نواف بن محمد لما كانت لدينا ألعاب قوى، أنا في اعتقادي أن هذا الأمر ليس مسؤولية الحكومة المفترض أن تسهم الشركات الكبرى مثل أرامكو السعودية وسابك في تبني الألعاب المختلفة سواء الفردية أو الجماعية، لا يمكن أن تكون هناك أمور مكلفة على هذه الشركات لو استثمرت في تأهيل هذه الألعاب ودعمها بالخبرات الفنية والإدارية ولو عملت هذه الشركات على ذلك لخرجنا بنتاج جيد على هذا الصعيد».
وأضاف الدبيخي أن الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص تحتاج إلى عملية إعداد، وهذه العملية لا بد لها من تفريغ المواهب فلو جاء مثلا مواهب من منطقة نائية هل سيفرغ من عمله الرسمي
وأضاف قائلا: «نحن للأسف لا نبدأ من الصغير في عملية المواهب في بعض الألعاب التي تحتاج إلى تهيئة منذ الصغر مثل الجمباز والملاكمة وغيرها من الألعاب، بالإضافة إلى أن الأندية لا تهتم بالألعاب المختلفة بسبب أن رعاية الشباب لا تدعم بالشكل الذي يتواكب وطموحات المواهب ولكن في هذا الشأن ليس على الرئاسة يمكن أن نعلق المشانق لا بد للأندية أن تقوم بدورها في دعم هذه الألعاب، بالإضافة إلى أن المسابقات ضعيفة جدا على المستوى المحلي فمعظم الألعاب المختلفة تقام مسابقاتهم لمدة أسبوع أو أسبوعين في السنة وبقية العام لا يتم فيه وضع أي مسابقة فكيف نبحث عن أبطال في مثل هذه الألعاب». وواصل الدبيخي حديثه قائلا القضية كبيرة، فالرياضة السعودية تسير في عكس الطموحات لا يوجد هناك دعم للألعاب المختلفة لعل انسحاب بعض فرقنا عن المشاركة في البطولات الإقليمية بسبب قلة المادة يؤكد ذلك وأعتقد أن هناك فريقا سعوديا انسحب من بطولة لأنه لم يجد خمسة آلاف ريال وهذا بحد ذاته أمر لا بد أن توجد له الدراسات.
وأكد الدبيخي أنه لا يمكن أن توجد الحلول ونحن نسير بهذه المنهجية، وقال: «لا بد من منهجية واضحة حتى لو خسرنا فيها بعض المميزات لكن على الأقل ننشد العودة من خلالها بدلا من إيجاد الحلول الوقتية. لا بد أولا أن نقضي على المعوقات التي تقف في وجه الرياضة السعودية وهي واضحة والجميع تحدث فيها، ومن المهم إيجاد بيئة نظيفة للعمل وأيضا التغلب على معوقات الوضع المهني والاجتماعي».
وتطرق الدبيخي لموضوع كرة القدم والأندية السعودية وقال: «بالنسبة إلى كرة القدم الوضع يسير بصورة لا ترضي الطموحات مطلقا ومن فترة طويلة والآن أعيد وأقول إن المشكلة في نوعية اللاعبين الذين تقدمهم الأندية وهي نوعية ضعيفة جدا وبالتالي المردود حتما سيكون ضعيفا ومع حديث البعض أن لدينا الدوري قويا وما إلى ذلك أنا أقول إن المعيار الحقيقي عندما تذهب هذه الأندية أو المنتخبات للخارج تكون النتائج ضعيفة، وهذه مشكلة لا بد من التغلب عليها، أيضا لدينا اللاعبون الأجانب لا يقدمون الفائدة للاعبين المحليين، وأصبح الأمر أن الأندية مكلفة باللاعبين الأجانب أيا كانت مستوياتهم فقط من أجل ملء الخانة، وهذا الأمر لا يستفيد منه اللاعبون المحليون، حيث نجد أن اللاعبين المحليين في بعض الأندية أفضل وبمراحل من الأجانب، ومع كل هذا أقول إن كرة القدم تحديدا لدينا تمرض ولكن لا تموت».
الدعم المالي وعدم الاهتمام
ويؤكد عبدالرحمن المسعد الأمين العام لاتحاد السلة أن النتائج التي قدمتها المنتخبات السعودية في أولمبياد الخليج لم تكن مرجوة خصوصا الألعاب الفردية وهي الألعاب التي تعطيك التفوق في عدد الميداليات وقال: «أنا أعتقد أن مشاركتنا في أولمبياد الخليج لم تكن مواكبة للطموحات وذلك بسبب فترة الإعداد، إضافة إلى مسألة الأمور الفنية والمالية لم تواكب الحضور لهذه البطولة على الرغم من أن كثيرا من ألعابنا متفوقة على الصعيد الإقليمي مثل القدم والطائرة واليد والألعاب الفردية مثل السباحة وألعاب القوى، وأعتقد أن النتاج لم يكن متوقعا إطلاقا. هناك مسألة الدعم المالي التي أعطيت للاتحادات المشاركة لم تكن في المستوى فلو نظرنا لكرة السلة مثلا أخذت الرابع على الرغم من أن المتوقع كان الفوز بالفضية وحرمنا من نقطة أبعدتنا عن التتويج، ومقارنة بمنتخب قطر أعتقد أنه من الظلم ذلك فموازنة الاتحاد القطري للسلة 18 مليونا وموازنة اتحاد السلة لدينا مليونان، وهم بالتالي اختاروا اللاعبين المجنسين واستطاعوا أن يجلبوا القدرة التدريبية الجيدة، بالإضافة إلى الأجهزة الإدارية والفنية الأخرى، ومن هنا يأتي التفوق لدينا في الأندية مثلا ليس هناك أي اهتمام بهذه الألعاب وبالتالي من الصعوبة أن تجد ألعابا متفوقة إلا ما ندر، وهذه تعتمد على رغبات شخصية من اللاعبين المتميزين في هذه الألعاب، لنكن واقعيين ونتحدث أن معظم الأندية إن لم تكن جلها تهتم بكرة القدم ولا تعطي أي نسبة من الاهتمام للألعاب المختلفة، وهذا أمر يؤثر كثيرا في كل الألعاب».
وأشار المسعد إلى أن الأمل يحدوه إلى النهوض بكل الألعاب في الأندية السعودية، وقال: « الأمل موجود في الله أولا ثم بجهود الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل في دعم هذه الاتحادات وتحضيرها بالشكل الجيد للمشاركات القارية القادمة، هناك بشائر كبيرة بوجود الأمير نواف في أن تكون رياضتنا بالشكل الذي يرضي الطموحات الأهم فقط ألا نستعجل في البحث عن النتائج وأن يكون الاهتمام بشكل أكثر من قبل بالمواهب والتفتيش عنها في جميع مدن المملكة».
البنية التحتية من 40 عاما
من جانب آخر اعتبر الناقد الرياضي بقنوات الجزيرة الرياضية نايف العنزي أن أسباب الهبوط الكبير في النتائج والبطولات التي خاضتها المنتخبات السعودية أو الأندية يعود بالدرجة الأولى إلى أهمية توفير البنية التحتية التي تتيح للاعبين السعوديين في مختلف الألعاب صقل مواهبهم وقال العنزي: «الجميع يتطور في مختلف بلدان آسيا على الأقل بما أننا نريد المقارنة بينما ملاعبنا ومقرات الأندية تجاوزت أعمارها ال30 عاما إضافة إلى أن هذه المقرات لم تعد تكفي بدولة بحجم دولتنا التي تشبه القارة، وهذا في اعتقادي من أبرز السلبيات التي تقف في وجه تطور الألعاب جميعا لا بد أن تكون هناك ملاعب تواكب العصر الذي نعيشه شاهدوا ملاعب قطر والإمارات والبلدان الآسيوية وقارنوا بينها وبين ملاعبنا، وتساءل العنزي قائلا كيف حققت الرياضة السعودية تلك القفزة الهائلة في عهد الأمير فيصل بن فهد رحمه الله من خلال استحداث تلك المقرات والملاعب في جميع مدن المملكة والتي لا تزال حتى الآن لكن الآن الوضع تغير والدول تتطور على صعيد القطاع الرياضي، ومن هذا المنطلق لا بد لرعاية الشباب أن تواكب هذا التطور إن هي أرادت أن تعيد هويتها الرياضية»، وأضاف العنزي قائلا: «لو عدنا لأولمبياد الخليج وأتحدث عن الألعاب المختلفة لوجدنا مسألة الاستعداد الذهني والنفسي والبدني غير موجود ربما رأوا أن هذا الأولمبياد يعد مرحلة إعدادية، وهذا أمر غير صحيح، فمن المهم أن تكون لدى جميع اللاعبين ثقافة الفوز والانتصارات وتحقيق البطولات، أنا أرى أننا نطوي الصفحة الماضية وأن نبدأ عصرا جديدا لا بد للألعاب المختلفة وتحديدا ألعاب القوى وغيرها أن يبحثوا عن اللاعبين في جميع مدن المملكة وأعتقد أن رعاية الشباب بدأت بجهود واضحة من خلال مهرجانات البراعم في مدن المملكة والتي أتمنى أن تسايرها أيضا مهرجانات في جميع الألعاب لا بد أن نبدأ من الصفر وأن نستفيد من أخطاء المرحلة الماضية والبحث عن النتائج الآنية».
وتحدث العنزي عن مشكلات كرة القدم وقال: « كرة القدم السعودية تعاني سوء فهم لمعنى الاحتراف إضافة إلى أن القائمين على الأندية معظمهم من الهواة كيف يمكن ذلك؟ وكيف نبحث عن أندية محترفة ومعظم من يديرون العملية من الهواة أو المتطوعين، هذا أمر لا يمكن أن يعطي أي نتائج، أيضا الأندية السعودية بات مردودها الفني ضعيفا في المسابقات المحلية بسبب اعتمادها على لاعبين أجانب ليسوا في المستوى، وهذا الموضوع من شأنه أن يقضي على المواهب، وباستثناء ناد أو ناديين هما من يقدمان أجانب جيدين نجد أن بقية الأجانب لديها تكملة عدد ليس أكثر، وهذا يعيدنا من جديد إلى الخصخصة في الأندية، لأن الأندية حاليا لا تستطيع أن توفي التزاماتها المادية وبالتالي فإنها ستبقى في هذا الإطار ولن تتقدم بشكل واضح.
وعاد العنزي في نهاية حديثه ليؤكد من جديد أن تهيئة وتطوير مقرات حديثة تواكب العصر هي من أول الأساسيات التي ستعيد توهج الرياضة بشكل عام.
أهمية الاعتراف بالأخطاء
ويشير مدير المنتخب السعودي للناشئين سابقا عبدالله جاسم إلى أن الموضوع مهم جدا ويجب أن يتم بحثه على كل الأصعدة الإعلامية والرسمية وقال جاسم: «أعتقد أن هذا الموضوع وهو مسألة الإخفاقات السعودية المتكررة يحتاج إلى دراسة مستفيضة لأنه متشعب جدا وبدا وكأنه يتراكم من سنة إلى أخرى ولو لم يسارع المسؤولون في تقصي حقائق هذه الإخفاقات ودراستها وإيجاد الحلول فإن الوضع سيكون صعبا مستقبلا، وأضاف جاسم قائلا للأسف أننا اعتمدنا على الاسم فقط نظرا إلى الإنجازات السابقة وبقينا نتكلم في الماضي، وهذا الأمر لن يعيد الكرة السعودية لرونقها مطلقا إنما العودة تتطلب العمل والجهد، العمل للمستقبل وعدم التسرع في البحث عن النتائج وأيضا كشف الحقائق أمام الجميع لا يمكن أن نبحث عن البطولات ونحن بهذه الصورة ثم نأتي بالأعذار سواء نرميها على التحكيم أو أي أعذار أخرى، لا بد أن يكون إعدادنا للمستقبل وعدم البحث عن النتائج الآنية، العالم يتطور وكما تلاحظ على الصعيد الآسيوي فقط وهو محيطنا أصبحنا من المنتخبات التي لا تحظى بالترتيب الجيد على الرغم من أننا كنا أصحاب الريادة»، وواصل جاسم قائلا: «لابد من الاهتمام بالقاعدة وبذل المال والجهد من أجل تطوير قدراتهم والاهتمام بالمواهب، كما أنه يجب علينا أن نستفيد من خبرات الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال، فنحن لدينا مدربون ممتازون في مختلف الألعاب ولدينا خبرات إدارية وفنية لكن واضح جدا أنه لا يتم الاعتماد على هذه الخبرات لسبب أو لآخر، لكن في كل الأحوال لا بد من اتخاذ استراتيجية تكون بإشراف أهل الخبرة ويتم تفعيلها بصورة دائمة وإضافة الأشياء التي تطرأ عليها وعدم التوقف عنها لأي سبب كان، أنا أعلم أن الجمهور السعودي يبحث عن الإنجازات ويبحث عن البطولات لكن لا بد أن نكون أكثر شفافية وأن نوقف هذا الطموح ولو لفترة نكون فيها على إعداد واضح واهتمام أوضح بالناشئة»، وأكد جاسم أنه يجب أن تكون هناك خطط لتطوير النشء من عشرة أعوام وأن تكون هناك دراسات متأنية لبحث الإخفاقات التي تحدث حاليا، وأضاف قائلا: «لابد من إحضار المدارس الكروية ومدارس ألعاب القوى وأن تدعم هذه المدارس ماليا بما يتوافق مع المرحلة القادمة، بالإضافة إلى جلب المتخصصين في جميع الألعاب وأن يتم اختيارهم بعناية فائقة»، وأشار جاسم إلى أن هذه الأمور ستتم بشكل أو بآخر لأن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد لديه من الفكر ما يجعلنا متفائلين للمرحلة المقبلة الأهم فقط أن نعطيهم الوقت الكافي وألا نستعجل في البحث عن النتائج.
إعادة النظر في وضع الاحتراف
من جهة أخرى أكد المدرب الوطني علي كميخ مدرب فريق النصر الأول لكرة القدم أن الموضوع يتمحور كله حول الاحتراف السعودي وقال: «سأتحدث عن كرة القدم بصفتي أحد المدربين ولاعبا سابقا أرى أن يتم تغيير النظر في موضوع الاحتراف ويجب علينا جميعا تحمل كل المسؤوليات لأن اللاعب السعودي للأسف لا يدرك معنى الاحتراف إلا من خلال قبض مقدمات العقود، وهذا شيء ينذر بخطر كبير على الكرة السعودية التي ظهرت بوادرها بوضوح خلال الأعوام الأخيرة، لننظر إلى آسيا على الأقل كيف يتطورون ونحن ما زلنا نعتمد على نظرية «إن شاء الله تعدي الأمور ونتطور»، الأمور لا يمكن أن تحل بهذه الصيغة فلابد من العمل وبذل الجهد، وهذا العمل لا بد أن يكون أكبر من أي وقت مضى، ويرى كميخ أنه آن الأوان إلى تطبيق الخصخصة وقال خصخصة الأندية لا بد منها إن أردنا التطوير لا يمكن أن تظل هذه الأندية تعتمد على مواردها من خلال إعانات رعاية الشباب، أصبحت المصاريف تفوق الوصف، وبالتالي لا بد أن تكون هناك دراسة جدية وتطبيق للخصخصة في السنة المقبلة على أقل تقدير، نعم هناك مادة لدى الأندية وهناك دعم لكن يقابله هدر مالي ربما أكبر، وهذا الجانب لن يتم السيطرة عليه إلا بخصخصة الأندية حتى تستطيع الشركات الراعية الدخول في هذا المجال وفق رؤية واضحة، أيضا لا بد أن يتم تحديد سقف الرواتب للاعبين وأن تعود للسقف الأدنى وفق لائحة موظفي الدولة وترفع قيمة من يحقق إنجازات لوطنه أو لناديه وكما هو واضح أن هناك هدرا ماليا حتى في تعاقدات اللاعبين التي وصلت إلى أرقام فلكية لم يكن ليصدقها اللاعب السعودي على الرغم من أن مستوياتهم لا يمكن أن تصل إلى تلك الأرقام، وفي هذا الجانب يتم تطبيق هذا الوضع على الإداريين أيضا، أما على المستوى التدريبي وهذا أمر جدا مهم أن يكون هناك اهتمام بأصحاب الخبرات التدريبية الذين واكبوا التطور الكروي السعودي وشاركوا وتعلموا وحضروا ورش العمل ومارسوا هذا الأمر وليس كل من أنهى حياته الرياضية أصبح مدربا، لا بد أن تكون عينة المدربين على جميع النواحي السلوكية والطبية والكروية.
وختم كميخ حديث بقوله أيضا هناك واجبات على الإعلام الرياضي الذي يعده المسؤولون شريكا مهما في الإنجازات، وبالتالي لا يمنع أن يكون هذا الشريك من المنظومة ذاتها حتى يتم التعاون بشكل أكبر من أجل إنجاح جميع المشاريع الرياضية المستقبلية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.