لم يكن المرض حبيسا لهم، ولا بعد المسافات مانعا لهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد حكوا ل«شمس» قصصا تحمل كثيرا من المفارقات عن تقلب حياتهم بعد دخولهم الإسلام ليجدوا من الحج طريقا يوصلهم إلى قمم العبادة وشموخ التلذذ بالنفحات الربانية في هذه المشاعر التي يلهج أصحابها بذكر الله والاستغفار راجين رحمة المنان. سلفيا ليان، أمريكية عمرها 45 عاما، غيرت اسمها بعد إسلامها لخديجة أمة الله عبدالله تكشف قصة إسلامها وتبدل حالها «لدي ثمانية أبناء أسلم منهم خمسة، وكان لأحداث 11 سبتمبر أثر نفسي علي مما ربطني بخالقي وعندها كان إسلامي، وجئت إلى الرياض على كرسي متحرك حيث أعاني مرضا عضالا ولكني داومت على شرب لبن الخلفات وزيت حبة البركة واستعنت بآداب وسنن الرسول، صلى الله عليه وسلم، في مختلف مناحي الحياة، وهأنذا الآن أمشي على قدمي وأتنقل بين المشاعر إكمالا لفريضة الحج الأولى في عمري، وكان السبب تعلقي بالله وحلاوة الإيمان التي أشعر بها». وأشارت ليان إلى أن أول مرة ركعت فيها أمام الكعبة شعرت بصغرها وضآلتها أمام هذا الكيان العظيم، وعندها طلبت من الله أن يديم عليها نعمة الإسلام التي تعبر عنها هذه اللحمة وهذا التجمع الأخوي من كافة أقطار العالم بمختلف الأجناس. وكشفت أنها ضاعت هي وزوجها لمدة ساعتين، ولكن بفضل الله ثم بتعاون الجهات المختصة وجدت طريقها إلى منى، مشيدة بالخدمات المميزة التي لقيتها من حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ دخولهم مكةالمكرمة والتي كان لها الدور الكبير في تأدية حجهم بكل راحة والتي تأتي في مقدمتها إطلاق مشروع قطار المشاعر الذي استغلته وشعرت خلاله بانسيابية الحركة والقضاء على ظاهرة الزحام. أحدث مسلم ويوضح الحاج الفز وانشيا الذي غير اسمه بعد إسلامه إلى حبيب من جنوب إفريقيا ويعتبر أحدث مسلم في الحج، فقد أسلم منذ ستة أشهر أنه بفضل إسلامه دعا زوجته إلى الإسلام فأسلمت معه ودخلت في رحاب الإسلام وبدآ يتعلمان الدين الإسلامي إلى أن وصل بهما المطاف إلى الأراضي الطاهرة لأداء مناسك الحج في هذا العام. ويشير وانشيا إلى أن الكتب الدينية والمحاضرات التي تقدمها المملكة عبر الدعاة المختلفين كان لها الدور الكبير في تحبيب الإسلام إلى نفسه والشعور بالرغبة الكبيرة في دخول الدين الإسلامي، داعيا الله بالتوفيق للمسلمين في أداء حجهم وأن يديم الله على هذه البلاد أمنها وأمانها لما تقدمه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في كافة أنحاء العالم. ويقول الحاج موسى مسلم، أمريكي امتنع من ذكر اسمه قبل الإسلام لأنه يعيده إلى حقبة من الزمن يرفض تذكرها «كنت أعمل ضابطا في قوات المارينز، وكنت أخدم في منطقة الشرق الأوسط وتعرفت على كثير من المسلمين إلى أن سخر الله لي صديقا كويتيا دعاني إلى الإسلام وبين لي الكثير من تعاليمه إلى أن كتب الله لي الدخول فيه، والحمد لله صرت في تعداد المسلمين وهذا شرف لا يماثله شرف، وأحمد الله أيضا أن أعانني على تأدية هذا الفرض وهذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وهو حج بيت الله الحرام». نعمة عظيمة ويضيف الحاج مسلم «شعرت مع تأدية الحج مع زوجتي وابنتي لحظات ومشاعر روحانية وكنت مرتجف الفؤاد خشية من الله ومحبة فيه، حيث كنت أردد مع الحجج: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. وأيضا في مشاركة الحجيج تكبيرات العيد والتي كانت كأنها تهز أركان المعمورة، يا لها من تجربة رائعة تتحد فيها القلوب والمشاعر في رحلة واحدة وجهتها إلى الله تقودها روح المحبة والتعاون». ويتابع «هناك الكثير من الناس الذين ساعدوني وقدموا العون لي بمجرد إدراكهم أني لست عربيا، وسرعان ما أجدهم يشرحون ويفسرون ما يصعب علي فهمه من مناسك أو أدعية، وأخيرا كل ما أستطيع قوله الآن.. الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله أن لنا ربا كريما ندعوه متى أردنا ومن أي مكان» .