أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أن أي مظهر من المظاهر المخلة بآداب الحج ومناسكه، التي من شأنها أن تعكر صفو أداء العبادة، أمر غير مقبول جملة وتفصيلا. وقال الشعار في تصريح ل «عكاظ»: اعتادت المملكة (مملكة الخير) أن تحتضن العالم الإسلامي كله، وتستحق الاحترام، إذ تستوعب الأماكن المقدسة الملايين من البشر في المسجد الحرام والمدينة المنورة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدعونا جميعا إلى وقفة تقدير وإجلال وشكر وعرفان لذلك الدور المشرق الذي تبذله وزارة الحج ووزارة الداخلية والسلطات الأمنية؛ لتحقق توجيهات خادم الحرمين الشريفين من أجل التخفيف عن الجميع وتأمين الطرق الآمنة والمناسك في المشاعر كافة بكل أمن وآمان. ورفض استغلال البعض لأية فريضة بغرض سياسي أو مذهبي لإثارة الفتن، إذ يفترض أن تعم السكينة والأجواء الروحانية إلى أن ينال كل حاج المغفرة التي وعد الله عز وجل عباده بها، وأن يعودوا جميعا بحج مبرور وذنب مغفور لا جزاء له إلا الجنة. وأضاف «إن فريضة الحج هي خامس أركان الإسلام، وهو في مضمونه عبادة تتناول عبادة الروح والجسد معا، إضافة إلى السمة الروحية والسمو النفسي والطهر الذي يعيشه الحاج وهو يؤدي فريضة الله عز وجل، كما لا يخفى على أحد العبادة التي تتميز في التقاء المسلمين في الديار المقدسة في الحرمين الشريفين والوافدين من العالم كله، ومن كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، كما أخبر الله عز وجل، ولعل من أبرز هذه المنافع أن يتعارف المسلمون بعضهم على بعض وأن يتواصلوا في ما بينهم بالحق والصبر وأن يعين كل واحد منهم أخاه وأن يعود إلى بلاده مبرءا من كل ذنب ومن كل عيب كيوم ولدته أمه. والحجاج جميعا بضعون أمام أعينهم هدفا واحدا هو رضوان الله عز وجل والعتق من النار وأن يعودوا إلى بلادهم بحج مرور وذنب مغفور». مشيرا إلى أنه بات معلوما أن قاصد الديار المقدسة قد شدّ الرحال من أجل تأدية هذه الفريضة العظيمة التي يتحرك إليها كل مسلم في شتى بقاع الأرض، وهم قد خلعوا مع ثيابهم كل أمر دنيوي بل قد تجردوا من كل مخيط ومحيط، وعندما يتزينون بلباس الإحرام، لباس الطهر، لا يدعون مع الله عز وجل أحدا وشعارهم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إن الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك». بهذا العبق الإيماني وهذا الجو الآمن المريح الذي تسعد فيه النفوس وتطمئن يتنافس الحجاج جميعا للقرب من الله عز وجل ليحققوا غاياتهم ويعودوا إلى بلادهم وقد خرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم».