هذه الأيام ننعم بجمال الجو والنسيم العليل، لكن الشتاء سيطل بعد فترة وجيزة، يبدو الأمر روتينيا وطبيعيا للوهلة الأولى لكن لو تعمقنا في التفكير قليلا سنجد أنه فصل الموت بلا شك! لنأخذ بعض الوقت نتذكر شتاء عام 2008 عندما ودعت فتاة تعيش في محافظة العلا الحياة بسبب البرد القارص، حيث توفيت في مدرستها أثناء الحصة الدراسية، وفي نفس العام توفيت «مشاعل» التي تعيش في بيت من الصفيح الأبيض في عرعر، والسبب هو البرد أيضا. يجب أن نعلم أن ما قتل الفتاتين هو الإهمال، فنحن نعيش ونتجاهل الفقراء كما لو كانوا غير موجودين بيننا يعيشون المعاناة والمرض والألم. ليتنا استفدنا من أخطائنا وغيرنا الأسلوب الذي يتعامل به مجتمعنا، لا تزال المدارس حتى هذه اللحظة كما هي حيث ضعف الإرشاد الطلابي، والجمعيات الخيرية التي تعاني من سوء إدارة وتخبط، الشؤون الاجتماعية الصامتة. المشكلة ليست في شح عطاء الدولة فهي خصصت ميزانيات ضخمة تستهدف الفقراء، ولا أعتقد أن الخلل في قلة تبرعات المواطنين فنحن مجتمع معطاء لكننا للأسف لم نلحظ تغييرا، إذن أين المشكلة؟! في ظني أن هذا ما يجب أن يتناوله مجلس الشورى بالبحث وهو الذي يجب أن تنقب فيه أجهزة الرقابة مثل هيئة مكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة وكل من لديه ضمير حي. أما بالنسبة للمدارس فيجب أن يقوم الإرشاد الطلابي بمهامه وعمله على أكمل وجه من حيث معرفة حالة الطالبات والطلبة المادية ويوزع المعاطف والبطانيات على المحتاجات والمحتاجين، ويمنع التلاميذ والتلميذات من النزول للساحات الخارجية «يتضمن ذلك إلغاء الطابور الصباحي عديم الجدوى».