في يوم دراسي وقعت حادثة المدرسة الابتدائية في مكةالمكرمة عندما تدافعت 800 طالبة للنجاة بأرواحهن من حريق مدرستهن؛ ما أدى إلى وفاة 14 طالبة دهسا بالأقدام، وجَرْح خمسين منهن؛ ما يدفعك للقهر والغضب أن تعلم أن المدرسة عبارة عن مبنى مستأجر ليس مهيأ بأي شكل من الأشكال ليكون مدرسة، وأن الطالبات حبسن بالداخل، حيث لم يتم فتح باب المدرسة إلا بعد فترة متأخرة من نشوب الحريق. وإثر هذه الحادثة اتخذ الملك عبدالله حفظه الله عدة إجراءات نلمس ونعيش نتائجها الإيجابية حتى اليوم. وفي عام 2008 توفيت طالبة في محافظة العلا بسبب البرد القارص في فصلها الدراسي، ولا أعلم حقيقة إن كان البرد قد قتلها، فالشتاء يأتي ويذهب ونحن نستمتع بشوي اللحم والذرة، لكني أعلم أن السبب المباشر في وفاتها هو سوء الأحوال المعيشية، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على الإهمال من وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعياتها الخيرية لعدم اهتمامها وقصورها في تلمس حاجات أبناء وبنات الوطن، ثم تقع مسؤولية كبيرة على مدرسة هذه الفتاة ممثلة بإداراتها ومعلماتها والإخصائية الاجتماعية لأنهم غفلوا عن فتاة ترتجف من البرد ولم يسعفوها. غني عن القول أنها ماتت دون تحقيق أو محاسبة لأي شخص. إن مثل هؤلاء الضحايا الذين يذهبون بسبب التقصير الواضح الفاضح تجاههم وبسبب الإهمال وعدم المبالاة باحتياجاتهم يجب ألا تذهب دماؤهم سدى؛ فمع الأسف أصبحت هذه القصص وغيرها في طي النسيان؛ لذا يجب تكريمهم وتخليد أسمائهم حتى تكون قصصهم ماثلة دوما للعيان. مع الأسف يظهر أننا نفتقر في مجتمعنا لثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ، إن أيام الشتاء القارصة التي قتلت طلاب وطالبات في عمر الزهور، وحوادث حريق المدارس التي أزهقت أحلاما بريئة هي مواقف ولحظات يجب ألا ينساها أي فرد يحمل في جسده قلبا ينبض. فتاة العلا التي ماتت لأنها لا تملك معطفا دافئا يحميها من زمهرير الشتاء، تخيلوا لو أنها ابنتكم.. فقط تخيلوا.