الدخول في لعبة الديمقراطية يحتاج إلى نفس مناسب وأحيانا إلى أسطوانات معينة على التنفس..! ما تشهده البلاد من تزايد وتيرة التغيرات الداخلية في نمط السياسة العامة وإشراك المواطن كفرد فاعل في صنع القرار يتطلب نفسا طويلا كي تتقبل الدولة مخرجات القرارات..!! ولأن لكل حضارة مفهومها وأن الديمقراطية الغربية ليست النموذج المثال أو الكامل كي نلبسه كما هو، فهناك متسع لتعديله ومواءمته بما يتناسب معنا.. لكن ما نخشاه أننا غيرناه عما هو.. فجاءت الديمقراطية لتزرع الأحقاد والتفرقة بين الناس وتؤدي إلى تشكيل التكتلات والأحزاب وتقسيم الهوية..!! انتخابات البلدية – الحكاية التي لا تنتهي – وتواصل الاتهام بالولاء للقبيلة لن ينتهي والطعن في نزاهة الاقتراع لن ينتهي.. فقط لأن الشعب بني على هذه التركيبة القديمة.. وعلى الرغم من معرفتنا بطبيعة المجتمع إلا أنه تخوننا الوسيلة.. فما حدث في بعض مراكز الانتخابات من اختلافات ومخالفات متوقعة، فلم كانت المراقبة تأتي متأخرا..! لم لا يكون هناك ما يشبه «ساهر» عند بوابة الناخبين لكشف التحالفات أو حتى المزادات؟ التجربة الثانية للانتخابات هي فرصة للتأكيد على فهم الدرس جيدا فإن لم تنجح التجربة، ولو بالنصف كيف لنا أن نتنبأ بنجاحها مستقبلا بدخول عنصر جديد مازال اللغط حوله والتشكيك بأهميته قائما.. إن لم ينجح رجل الشارع في طريقة اختياره من المسؤول؟! المجتمع الذي شكله؟! ضعف ثقته بالتجربة، أم أن الأمر لا يعنيه؟! الاختبار الذي سيحدد لنا نتيجة المرشحين ويبينون لنا مدى تقارب أهدافهم وشعاراتهم من الواقع.. سيجعلنا نقدم على مشاريع الديمقراطية بشكل أكثر أريحية. ما نوده ألا يكون حضور المشالح في المجالس واللقاءات الباردة سببا في تناسي الوعود.. وكل انتخاب ونحن في رقي.