انتخابات نادي جدة الأدبي الثقافي الرائد في التأسيس والمبادرات وترسيخ الثقافات واحتواء جميع الرؤى والأفكار، كانت محطة لمراجعة ما وصل إليه أفراد المجتمع من فهم للديمقراطية التي تتخذ من الانتخابات منطلقا لترسيخ هذه الثقافة اجتماعيا رغم الإيمان بالديمقراطية وماتفرزه من حقيقة وحرية إلا أن نتائجها تأتي غير مرضية للبعض، بسبب عدم ترسيخها كمنهج جديد في الحراك الثقافي على وجه الخصوص. ما أفرزته انتخابات جدة وما دار حولها من لغط والتفاف حول هذه الثقافة بالتكتلات الخفية التي أكدها البعض ونفاها الآخرون رغم تحذيرات لائحة الأندية الأدبية الجديدة التي تنص في المادة 20 من اللائحة « لا يجوز الاتفاق بين المرشحين على قوائم انتخابية موحدة أو التضامن فيما بينهم بصورة مباشرة، أو غير مباشرة في حملاتهم الانتخابية»،يرى البعض أنها انتهكت بالتكتلات القبلية والطلابية كما يقول المرشح لمجلس إدارة نادي جدة الإعلامي عبدالله الدوسي ،لكن ورغم علامات الاستفهام من خروج أسماء ذات ثقل ثقافي من التصويت بخفي حنين، إلا أن ذلك كان مرضيا لتفهمهم لحقيقة اللعبة الديمقراطية ،حيث يقول الدكتور أبو بكر باقادر « هذه الديمقراطية يجب أن نحترمها». احترام الديمقراطية وما تفرزه من نتائج أمر إيجابي ينم عن الوعي إذا اقترن ذلك بخلوها من علامات الاستفهام التي تنم عن شيء غير ملائم للفكر الثقافي التنويري الذي يعول عليه التطوير والتغيير، وهذا ربما ما يحاول الوصول إليه نفر من أعضاء نادي جدة الأدبي الذين بدأوا في إعداد إجابات حول علامات الاستفهام التي سادت عملية التصويت؛ على المناصب الإدارية في النادي والتي اتكأ عليها البعض وحملها عددا من علامات الاستفهام لاسيما في ترشيح اسم معين في كل منصب وكأنها بدات عملية متفق عليها، وهذا ما سيقدم به لائحة اعتراض بدأ التوقيع عليها من قبل نفر من أعضاء الجمعية العمومية يخشون انطفاء ريادة النادي في التغيير ومبادراته في التنوير، التي قادها محمد حسن عواد وعزيز ضياء وغيرهما،التي اتكأ عليها ممثل المثقفين الدكتور محمد العوين في كلمته في الجمعية العمومية للنادي مطالبا عدم تناسيها والعمل على خلق ما يجددها. الانتخابات التي استندت على اللائحة الجديدة للأندية الأدبية التي لم تحدد معيارا واضحا للمثقف والأديب وتركت المجال مفتوحا للتنافس بين الخبرة وأصحاب اللغة التي كانت أهم شرط لدخول عضوية الجمعية العمومية وبالتالي الترشح لعضوية مجلس الإدارة في مساواة لا يراها البعض منصفة خصوصا عندما يستغل نفرا آخرين بحكم سلطته في ترشيح كفته على آخرين ،إن التطوير الذي يجب أن يسود المرحلة المقبلة يحتاج إلى توقف من الجميع في ظل دعاة الحرية والانفتاح والمعارضين لهم، وهذا ربما ما قصده وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية عندما ذكر في اجتماعه مع مرشحي مجلس جدة المنتخب مذكرهم بالصفات التي يجب أن يتحلى بها رئيس النادي.