في إحدى محاضرات اللغة الإنجليزية سألتنا المحاضرة وقد كانت كندية الجنسية: ما الذي تفعلونه في اليوم الوطني؟ فبدأت الفتيات بالإجابة.. إحداهن قالت إن بعض الشباب يخرجون إلى الشوارع بسياراتهم ويسببون ازدحاما فظيعا حيث يرقصون ويصرخون ويلهون تعبيرا عن حبهم للوطن!! وأخرى قالت إنها ستبقى في المنزل فهي لا تريد أن تقع في مشاكل لا تحمد عقباها، وثالثة تحدثت عن الأنشطة المدرسية في هذا اليوم؛ حيث إن المدارس عادة ما تعبر عن اهتمامها به بحفل بسيط في أجواء حارة مقرفة وإحدى المعلمات تقف أمام الطالبات المتجمهرات متحدثة عن تاريخ المملكة العربية السعودية بشكل روتيني وممل، وبعض المدارس تحضر للطالبات أنواع الأطعمة غير الصحية وهكذا يشعرن بحب الوطن خصوصا أنه لا توجد دروس ولا واجبات في ذلك اليوم! كان تعليق إحدى الفتيات مضحكا ومبكيا في نفس الوقت، قالت إنها تعتبر هذه المناسبة فرصة للتسلية والضحك خصوصا عندما تشاهد رقص بعض الشباب وخروجهم من نوافذ سياراتهم!! باختصار ما نفعله في اليوم الوطني عبارة عن حوادث مرورية وازدحام يتسبب في إغلاق الشوارع، معاكسات وتحرش وإجازة لتضييع الوقت! لم نفهم حتى الآن ما هو المغزى منه ولماذا نحتفل به؟ ولم نستوعب مدى أهميته وقدسيته خصوصا للأطفال الذين يجب أن يعلموا أنه في مثل هذا اليوم تم توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية قاطبة، فبدأ عهد جديد لتاريخ الوطن، ويجب أن نمتن للبطل الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله- ومن أجل ذلك يجب علينا أن نكمل مشواره –رحمه الله- في صناعة مجد السعودية وهذا لن يحصل إلا بالتحلي بالأخلاق السليمة والطموح الكبير من أجل خدمة الوطن، لكن ما يحدث حاليا تشويه كبير والسبب في ذلك سوء التنظيم من بعض المؤسسات والوزارات، فالنشاطات التوعوية والمفيدة تقليدية ومحدودة جدا. لقد اكتفينا من الإجازات والرقصات البلهاء والمشاكل الكثيرة.. كل ما نحتاج إليه هو أن نفهم وطننا ونعلم ما الذي يفتقر إليه، نريد كوادر يمتلكون الطموح والعزيمة ويخدمون السعودية الحبيبة بعلمهم وأخلاقهم ويفترض أن يكون اليوم الوطني بداية إعداد تلك العقول. نأمل أن يأتي يوم وطني نشعر فيه بالفخر، لا بالألم والحسرة على الشباب التائه في الشوارع!