ما رصدته وزارة الشؤون الاجتماعية عن نسبة الفتيات المنحرفات في السعودية مريع حقا، حيث إن 16 % منهن تم تصنيفهن «منحرفات»! وبطبيعة الحال إذا أخطأت الفتاة فإن اللوم يقع عليها وحدها وتتلقى أكثر العقوبات صرامة، دون أن يتم النظر لأسباب خطئها أو كما قيل «انحرافها». الفتاة في وطننا الغالي سواء أكانت منحرفة أم لا، هي تتعرض للظلم والإجحاف ولسلب حقوقها، فعلى سبيل المثال التعليم في المدرسة نظري ويتم فيه تسطيح عقلها، ويعلمها كيف تتلقى لا أن تفكر وتبدع، وفي المنزل ترى كيف أن أخاها الأصغر أفضل منها وأهل للمسؤولية مهما بذلت من جهد، أما عندما تنتقل لبيت زوجها تجد نفسها قد أصبحت جارية لا أكثر! ورغم أن بيئتها مغلقة تماما إلا أن الكمبيوتر يفتح لها كل أبوابه.. خصوصا إذا كانت تملك الوقت، مع ذلك هي لا تجيد استخدامه ولا التعامل معه، سوى الإنترنت الذي تعتبره مجرد وسيلة للدردشة وهنا تبدأ المأساة التي أنجبت 1235 فتاة منحرفة كما قالت وزارة الشؤون الاجتماعية، أعتقد أن الوزارة التي نشرت هذه النسبة تتحمل جزءا من الظلم الواقع على الفتيات، فمن المعروف أن «الفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة» ونشاطات وزاراتنا من أجل شغل أوقات الفتيات ضئيلة جدا بل معدومة، حيث الافتقار للنوادي النسائية والرياضية، وورش العمل التي من شأنها أن تطور مواهب الفتيات، كما أن حملات التطوع الخاصة بهن إن لم تكن قليلة فهي معدومة، كان من المفترض أيضا أن يتم التعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية لإيجاد البرامج وندوات وفعاليات وتنظيم رحلات للمتاحف والمكتبات العامة، وغيرها من الأنشطة التي تشغل أوقات الفتيات وتفيدهن، جزء كبير من اللوم يقع أيضا على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والتي أقترح أن يتم تغيير مسماها لكي يصبح «رئاسة كرة القدم» ورغم ذلك مستوانا الرياضي في كرة القدم مضحك «حشفا وسوء كيله»!. على هذه الرئاسة أن تفهم أن الشباب ليس مجرد كرة قدم فقط، وأنها مسؤولة أيضا عن الفتيات، يجب أن تكون أنشطتها متنوعة، ومن شأنها أن تنقذ الفتيات من وحش الفراغ، خصوصا وهن يمتلكن الطاقة والحماس، عموما الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشغولة حاليا بقضية اللاعب الأجنبي ذي الوشم المخالف لعاداتنا وتقاليدنا، ويا له من أمر مهم! في نهاية المطاف إلى الفتيات المنحرفات.. لا تقلقن يوجد أيضا وزارات ورئاسة منحرفة!