«مونوبولي» أو كما يحلو لزملاء «تويتر» تسميته بفيلم الرعب الذي يوازي حجم المستقبل المجهول، «مونوبولي» فيلم رائع من إنتاج أيد محلية بحتة، وبكاميرا احترافية عالية الدقة، وفريق عمل من رحم المعاناة، ومخرج شاب ذي رؤية عصرية وفكرة مواكبة، وسيناريو ساخر وزوايا التقاط فاخرة تفوق بها على جل الأعمال المحلية، ولأنه بالإضافة لكل ما سبق يحاكي قضية تهم كل من ينام منذ أمد بعيد تحت سقف لا يمتلكه! «مونوبولي»، كما جاء في التعريف «فيلم كوميديا سوداء، دراما بقالب وثائقي، يناقش أزمة السكن» من تصوير وإخراج بدر الحمود، وسيناريو عبدالمجيد الكناني، وتمثيل محمد القحطاني وفيصل الغامدي، ومجموعة شباب عزبة التائبين، الفيلم الذي بدأه المخرج بعبارة أراد فيها استعراض عضلاته الإخراجية حين كتب «فضلا شاهد الفيلم بأعلى جودة ثم أطفئ الأنوار واستمتع بالعرض»! ليأتي المشهد الأول ل«محمد» بطل الفيلم الذي يمتلك منزلا على البحر طوال أيام السنة حتى وإن اختلف مكان مسكنه من يوم لآخر حين ينتقل ببيته المتحرك «سيارته الفان» من مكان لآخر، فهو في النهاية من القلائل الذين يمتلكون مسكنا على البحر، وهو في النهاية أيضا لن يكون مضطرا لدفع 25 ألف ريال لشقة بائسة لا تحوي سوى غرفتين بائستين، لا يستطيع الاستمتاع بوضع الاستلقاء الكامل في أي منها! استطاع مخرج العمل بدر المحمود بذكاء تناول أكثر من قضية في نفس الفيلم بدأت بالقضية الأساسية وهي «امتلاك المسكن» ثم عرج على مشكلة «الأراضي البيضاء» وانتهاء بارتباط مشكلة ضعف الأجور وغلاء المسكن بإحجام الشباب عن الزواج، واستطاع المخرج صاحب التجارب الإخراجية المحدودة توظيف مداخلات الكاتب الاقتصادي «عصام الزامل» بشكل رائع يتواءم كثيرا مع سيناريو الفيلم! لست هنا لأحرق عليكم هذا العمل، أنا هنا لأناشدكم أن يكون «مونوبولي» هو فيلم سهرتكم لهذا المساء!