يبدو أن القرارات الارتجالية التي شهدها البيت الأزرق قبل انطلاقة هذا الموسم، أفرزت الكثير من النتائج السلبية التي من المحتمل أن يدفع الهلاليون ثمنها كثيرا، بدءا من البرود في التعاطي مع الكثير من المتغيرات، وليس انتهاء بكثرة «التبريرات» التي يمكن تسجيلها كرقم قياسي غير مسبوق في التاريخ الأزرق، وهو الأمر الذي عزز من تكريس ثقافة «الاستسهال» داخل النادي التي جعلت الفريق الأول يبدأ موسمه بطريقة باهتة لا تعطي أي مؤشر على حجم الاستعداد من جهة ولا حجم الطموح الأزرق من الجهة الأخرى، لكنها تدل على أن الأمور في البيت الأزرق تدار ببساطة متناهية أوصلته إلى حد الضعف الإداري، وأصبح من السهل جدا في الهلال أن يحدث أي شيء وأن يأتي أي قرار دون تخطيط مسبق، ويكفيكم أن تستعيدوا كل الخطوات الزرقاء لتدركوا أن التخطيط غائب وأن اتخاذ أي قرار لم يسبقه سوى اتصال أو اتصالين فقط، وليس أدل على تفشي ثقافة الاستسهال داخل البيت الأزرق من غياب الرئيس وتأخره في العودة وكذلك جرأة سامي الجابر في اتخاذ خطوة ترك الفريق بطريقة فاجأت الوسط الرياضي بأكمله بمن فيهم الرئيس الهلالي نفسه. وفي تصوري الخاص أن كل ما يحدث هو نتاج طبيعي لسياسة الإدارة الزرقاء في السنوات الثلاث الماضية، التي لم تؤسس لعمل احترافي بل ركزت على الاجتهادات الفردية لأشخاص كشفت الأيام أنهم يعملون لأنفسهم قبل النادي، وفي ذلك ذكاء منهم لكنه في نفس الوقت يعتبر تذاكيا على إدارة النادي، فالكفاءات الإدارية متى ما انشغلت بهمومها الخاصة ولم تفكر لمصلحة النادي أولا فيجب أن يتم تنحيتها وتعويضها بكفاءات متفرغة تضع حدا لهذا المسلسل الفوضوي في البيت الأزرق.. وهذه الخطوة لو تأخرت فإن الفريق مقبل على موسم استثنائي من حيث التخبطات والضعف الإداري التي سيكون لها انعكاسات سلبية على المستقبل الهلالي، فناد بحجم الهلال يجب ألا تدار الأمور فيه بهذه السهولة وتأتي الخطوات دون أي تخطيط، لأن الجماهير الهلالية لا يمكنها أبدا أن ترحم الإدارة الزرقاء متى ما فشل الفريق في تحقيق مكتسبات إضافية للكيان الهلالي.